بوادر خلاف جدّي بدأت تلوح بين قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي – مركز الروشة، وبين حلفائه في حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر حيال التحالفات في الانتخابات النيابية المقبلة.ورغم تعامل كل القوى بحذر مع «القومي» في ظل الانقسام الذي يسوده ووجود دعم سوري للنائب أسعد حردان وفريقه، يتصرّف كل من أمل وحزب الله والتيار على قاعدة أن الكتلة الوازنة من الأصوات القومية في مختلف المناطق تدين بالولاء لـ«فريق الروشة». لذلك، قُدّمت للحزب عروض رضائية مثل إبقاء حردان في مقعده في حاصبيا ومرجعيون، مقابل منح الطرف الآخر المقعد الكاثوليكي في دائرة بعلبك – الهرمل، على أن يُترك للقوميين حرية التصرف في الدوائر الأخرى.
وتردّد أن حردان التقى رئيس التيار الوزير السابق جبران باسيل لمناقشة الأمر، وسمع منه ميل التيار للتحالف مع الطرف الآخر من الحزب في دوائر عكار وبيروت الثانية والبقاع الشمالي ومناطق جبل لبنان، فيما يصرّ حردان على إعادة ترشيح النائب الحالي سليم سعادة في الكورة بالتحالف مع النائب السابق سليمان فرنجية.
إلا أن المشكلة انفجرت مع ظهور معطيات عن توافق أولي بين ثنائي أمل - حزب الله على دعم مرشح النائب طلال أرسلان عن المقعد الدرزي في بيروت الثانية (الوزير السابق صالح الغريب)، على أن يذهب المقعد الإنجيلي في بيروت لمصلحة القوميين في حال وافق التيار الوطني مقابل ترك المقعد الكاثوليكي في بعلبك – الهرمل للتيار.
ورغم أن اجتماعات عُقدت في الأيام القليلة الماضية لم تصل إلى نتائج حاسمة، إلا أن هناك جواً من الاستياء لدى قيادة الروشة في «القومي»، قد يتطور إلى احتمال رفض المشاركة في هذه التحالفات والذهاب نحو خيار آخر قد يكون مقاطعة الانتخابات، وبالتالي حرمان تحالف أرسلان - وئام وهاب - التيار الوطني الحر من أصوات القوميين في عاليه والشوف، وفي بقية جبل لبنان والشمال.