نجح تاجر الدواء اللبناني الشاطر في جني ما يقارب مليار دولار خلال العام الفائت، بحسب الدكتور إسماعيل سكرية.لا يُحسب الرقم بالعملة الوطنية التي انهارت قيمتها الشرائية بشكل مريب.
أرباح التاجر الشاطر بالدولار وليس باللبناني. فالشطارة بالعملة الصعبة.
هذا الخبر ليس جديداً ولا يقتصر على تجّار الدواء أو الغذاء أو الاستشفاء أو أي حاجة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها.
شطارة التاجر هي في استغلال الناس ونهبهم عندما يكونوا بأمسّ الحاجة لشراء بضاعتهم.
ويعلم التاجر اللبناني الشاطر أن من يحتاج إلى دواء ليبقي أمه أو أبوه أو أياً من أولاده وأحبّته على قيد الحياة مستعد بأن يدفع كل ما لديه من مال مقابل الدواء. وربما اختار التاجر الشاطر الدواء ليتاجر به بسبب معرفته المسبقة بذلك.
ففي هذه الحالات تحديداً يمكن للتاجر أن يبتزّ الناس إلى أقصى الحدود ويراكم الأرباح.
الشطارة بحجم التشليح الذي يتعاظم بفضل حماية الاحتكار أو تمويهه.
إن جني تجار الدواء مليار دولار أتعاباً وعمولات خلال عام واحد يُعد إنجازاً في النظام الاقتصادي الحرّ على الطريقة اللبنانية. وتعجّ المطاعم الفخمة ومنتجعات الترفيه بروادها في بلد يزيد فيه الفقر والحرمان كل يوم، ويموت المرضى بسبب تراجع القدرة على تأمين العلاج والدواء.
لكن الشطارة تقتضي غض النظر. ولمن لا يغض النظر علاجه، إذ يكلّف التاجر الشاطر أكفأ المحامين ويستعين بالأصدقاء والشركاء في الدولة والقضاء والبوليس ويجنّد وسائل إعلام بات معظمها لاهثاً وراء من يدفع بالدولار، ليضيّعوا الطاسة.
يحتالون على الدنيا ليفلت التاجر الشاطر من أي مساءلة أو محاسبة أو تدقيق.
التجارة المربحة هي أساس الاقتصاد اللبناني العظيم ولا بد من التغطية على النهب والجشع والاستغلال بوصفها ممارسات تجارية سليمة بحسب قوانين وأصول فُصّلت على قياسهم.
أهم مجرمون؟ أو زعران وحرامية؟ أعوذ بالله.
فماذا نفعل بأناقتهم وكلامهم الرصين وإرثهم العائلي العريق وشهاداتهم الجامعية من أفخم جامعات أميركا على جدران مكاتبهم؟
أهم مجرمون فعلاً أم أن الإجرام في لبنان يقتصر على شباب يقطنون في الضواحي والأحياء الفقيرة يسرقون بائع فلافل وينشلون حقيبة سيدة ويتعاطون الحشيش؟
هؤلاء الشباب هم من نهب البلد.
هؤلاء هم المصيبة وينبغي التخلّص منهم بواسطة العصبيات الفئوية أو ترويضهم من خلال تجنيدهم في جمعيات وأحزاب وميليشيات ومافيات يسعى زعماؤها لحماية التاجر الشاطر ليتشارك معه جزءاً من أرباحه.