من خارج جدول الأعمال، كان جورج إبراهيم عبد الله في «استقبال» السفيرة الفرنسية آن غريو في صيدا أمس. أمام قاعة إشبيليا، حيث حضرت الضيفة غير المرغوب فيها لتلتقي ممثلين عن بعض جمعيات المجتمع المدني، انتظرها عدد من الشبان والشابات بدعوة من الحزب الديموقراطي الشعبي، ورفعوا صور المعتقل في السجون الفرنسية منذ ٣٨ عاماً رغم انتهاء مدة محكوميته، ولافتات كُتب عليها «فرنسا انتهى زمن الاستعمار» و«آن غريو أنت مطرودة» و«نريد جورج عبد الله».الجيش اللبناني والقوى الأمنية «شاركا» في «استقبال» غريو أيضاً. إجراءات أمنية مشددة وتضييق على المتظاهرين لمنع اقترابهم من موكب السفيرة. مع ذلك، ما إن خرجت من سيارتها حتى انهالت عليها الهتافات المناهضة، وتعرّضت للرشق باللافتات والعصيّ، فيما انهال بعض عناصر الجيش بالعصيّ وأعقاب البنادق على المتظاهرين ما أدى إلى إصابة شخصين برضوض. لكن المحتشدين استمروا بهتافاتهم للتشويش على اجتماع غريو بجمعيات المجتمع المدني. فيما فشل ضباط الجيش في إقناع المتظاهرين بإنهاء الاعتصام لتأمين خروج آمن لها. عندها اضطرّ مرافقوها إلى إخراجها من باب خلفي بعد إنزالها الى طبقة سفلية للقاعة. ولحظة ركوبها سيارتها، هاجمها المتظاهرون مرة أخرى وهتفوا لجورج عبد الله قبل أن ينهال جنود الجيش عليهم بالضرب.
اضطرّ مرافقو غريو إلى إخراجها من باب خلفي بعد إنزالها إلى طبقة سفلية


خلال الوقفة، تحدث علي سليمان باسم الحزب الديموقراطي الشعبي عن «قضايا الوطن حيث لا حيادَ بين الحق والباطل، وبين الحرية والظلم، وبين المقاومة والاحتلال»، مديناً الزيارة «باسم رفاق جورج عبد الله»، وقال: «بئسَ سفيرة العنجهية الفرنسية وبئسَ جمعياتٍ تدّعي تمثيل المجتمع المدني تشارك السجّانَ في جريمته بحق بطلنا جورج عبد الله». كذلك دان عبد الله حمود الزيارة، باسم «الحرس القومي العربي»، واعتبرها «تدخلاً أجنبياً سافراً بشؤوننا الداخلية»، متسائلاً عن «معنى لقاء سفيرة فرنسا بالمجتمع المدني على أبواب الانتخابات النيابية؟».
وكانت غريو قد جالت على مؤسسات تربوية فرنكوفونية وزارت النائبة بهية الحريري في مجدليون بحضور رئيس بلدية صيدا محمد السعودي. كما زارت، للمرة الثانية في غضون أشهر، النائب أسامة سعد الذي طالبها بالإفراج عن عبد الله كما فعل في الزيارة الأولى. كذلك زارت رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري.