أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن «الأميركيين لو غادروا المنطقة برمّتها، فإن آخر بلد يمكن أن يخرجوا منه هو لبنان لخصوصية مجاورته للكيان الإسرائيلي»، مشيراً إلى أن «محور المقاومة حقق انتصارات وإنجازات كبرى، لكن تبقى لدى الأميركيين قدرة عالية على تعطيل الحلول، وهو ما نشهده في لبنان». وكشف أن الأميركيين حاولوا أخيراً، «مجدداً إقامة تواصل مع حزب الله وأبلغونا بذلك عبر وسطاء، لكننا نرفض ذلك».كلام صفي الدين جاء في لقاء حواري استضافه مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف ودعا إليه «اللقاء الوطني الإعلامي» الذي يضم شخصيات إعلامية وأكاديمية وثقافية. وهو قدّم على مدى ساعتين ونصف ساعة قراءة حزب الله للمشهدين اللبناني والإقليمي، مُجيباً على عدد من الأسئلة والمداخلات.
وأكد صفي الدين أنّ «الأميركي يريد إبقاء لبنان ضمن دائرته، وهو يعمل على إدامة الفوضى من أجل مصلحته في الحفاظ على أمن الكيان الإسرائيلي»، مشيراً إلى أنّ «لدى الأميركيين الكثير من الخيارات في المنطقة وفي لبنان، ولكن أيضاً لدينا خياراتنا التي نعمل ضمنها». وأكد أن «حزب الله منفتح على كلّ الخيارات المتاحة من أجل لبنان، وهذا الموضوع ليس معقّداً لديه كما يظن البعض. صحيح أننا أقوياء جداً، لكننا واقعيون جداً ومدركون تماماً لخصوصية التوافق اللبناني»، لافتاً إلى أنّ «العودة إلى الحكومة قرار داخلي، الأساس فيه هو الوقوف إلى جانب الناس في هذه الأزمة الاقتصادية، وغير مرتبط بأي مفاوضات تحصل، وليس كما يشير البعض إلى أنّه نتيجة تحسن العلاقات الإيرانية - السعودية، كما أنه مؤشر على أننا لا نسيطر على هذا البلد كما يروّج كثيرون، والدليل أن المحقق العدلي طارق البيطار لا يزال يواصل عمله».
وشدّد «على أن الانتخابات النيابية استحقاق مهم وسيخوضها حزب الله بقوّة، وسيكون حاضراً للدفاع عن الخيارات الوطنية اللبنانية وعن وجوده. إلّا أنّها لا تعني تغييراً للوقائع القائمة، لأنّ هذا لبنان وما يحصل فيه هو من خلال التوافق». وأكد أن حزب الله «يولي أهميّة لعلاقة حزب الله مع كل الحلفاء، ويعمل ما يجب عليه فعله». أما بالنسبة للبرنامج الانتخابي فقد «باتت خطوطه العريضة موضوعة وهي تقارب شعار نحمي ونبني، والتّحالفات معروفة وخطوطها موجودة وفق التّحالف السياسي، ونحن نعمل وفق بنية استراتيجية تحافظ على لبنان وعلى مقاومته».
وفي ملف ترسيم الحدود البحرية جنوباً كرّر أن «حزب الله يلتزم الحدود التي تقررها الدولة عبر مؤسساتها». ولفت إلى أن المشكلة هي «في غياب الإجماع حول الملف وحول الخطوط المطروحة»، معتبراً أن «ملف ترسيم الحدود يختلف عن قضية مزارع شبعا، فالأخيرة مُثبتة بأنها لبنانية، بينما لا يزال الخط 29 موضع جدل»، إلا أن ذلك لا يعني أن المقاومة ستتهاون، بل «ستتعامل مع ملف ترسيم الحدود البحرية كما تعاملت مع ملف سوريا، في التوقيت المناسب»!
أما في الشأن الإقليمي، فقد أكد صفي الدين أن «السقف العالي تجاه السعودية هو ردّ على الاستهداف، وأن احتمالية التفاهم السعودي – الإيراني لا يلغي هذه المعادلة فأي تصعيد ضدنا لن نسكت عليه. أحياناً يجب أن تنبه خصومك إلى أنك لست ضعيفاً وأن لديك ما يخشونه».