مقالات مرتبطة
بسبب كلفة المواصلات، نادراً ما ألتقي خطيبتي التي تسكن في الجنوب!
صحيح أن بعض المؤسسات الخاصة رفعت بدل النقل إلى 65 ألفاً يومياً، إلا أن رواتب الموظفين تآكلت إلى حد صار بدل النقل لا يُصرف على النقل بل لدعم الرواتب المتدنية. هكذا يفعل عباس الذي يقول: «رغم أن رب العمل رفع بدل النقل، إلا أنني أتوجّه إلى عملي سيراً على الأقدام لأنني أبحث عن أي فرصة للتوفير». ويتجنّب أيّاً من المشاوير التي تتطلّب مواصلات، حتى «إنني نادراً ما ألتقي خطيبتي التي تسكن في الجنوب، فيما أنا عالق في بيروت كالسجين».
كثيرون من سكان المدينة ممن كانوا يقصدون قراهم نهاية كل أسبوع باتوا اليوم محرومين من هذا «الترف»، كحال علي الذي يبدي ندمه على التكاليف الباهظة التي تكبّدها لبناء بيت في قريته قبل أعوام، «فمنذ أشهر طويلة، لم أقصد القرية بعدما صارت كلفة المواصلات عبئاً ثقيلاً». آية، شأنها كشأن علي، حرمت زيارة العائلة في عكّار نهاية كل أسبوع كما جرت العادة، بعدما «ارتفعت كلفة النقل إلى عكار من عشرة آلاف ليرة إلى مئة ألف». هذه السنة، فوّت علي موسم قطاف الزيتون للمرة الأولى في حياته، و«ضمّن الزيتونات» لأحدهم لقاء نصف المحصول. إذ إن «سعر تنكة البنزين، إضافة إلى الخسارة الناجمة عن التغيب عن العمل ثلاثة أيام يفوقان سعر تنكة الزيت».