حزب الله «متمسك بورقة التفاهم مع التيار الوطني الحر، وجاهزون لتطويره لما يحقق المصلحة الوطنية». هكذا قابل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دعوة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى تطوير تفاهم مار مخايل، مشدداً على أن الحزب مع أي دعوة للحوار بين اللبنانيين، وحريص «على حلفائنا وأصدقائنا وعلاقاتنا»، مشيراً إلى أن في ما تطرق إليه باسيل وغيره في اليومين الماضيين «مسائل تحتاج إلى توضيح ومصارحة. وسنتحدث مطولاً عن الشأن الداخلي في الأيام المقبلة، لكن طبيعة المناسبة لا تسمح بالتطرق للوضع المحلي الداخلي الآن».والمناسبة التي كان يتحدث فيها نصرالله هي الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني وقائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس ورفاقهما. خطاب نصرالله تميّز بسقف عال ضد السعودية وحكّامها، وضد من يهولون بالعقوبات السعودية على لبنان ويتهمون الحزب بتخريب العلاقات مع الرياض ودول الخليج، مشدداً على أنه «‏إذا كان هناك من يخافون أن يفتحوا أفواههم في هذا البلد، فنحن لسنا خائفين لأن ‏لنا كرامتنا»، متوجهاً إلى ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز بالقول: «الإرهابي هو الذي صدر الفكر الوهابي ‏الداعشي إلى العالم وهو أنتم، وأرسل آلاف السعوديين ‏لينفذوا عمليات انتحارية في العراق وفي سوريا. الإرهابي هو ‏الذي يشن حرباً لمدة سبع سنوات على اليمن ويقتل ‏الأطفال والنساء وهو أنتم، الإرهابي هو الذي يقف إلى جانب الولايات المتحدة في كل حروبها ويفتح لها أرضه ‏وقواعده العسكرية لتمارس جرائمها ضد الإنسانية وهم أنتم، الإرهابي ‏هو الذي يُمول كل جماعات الفتن والحروب الأهلية في لبنان والمنطقة وهو أنتم. الإرهابي هو الذي يتخذ آلاف اللبنانيين رهائن مهدداً بطردهم وحرمانهم من أموالهم وممتلكاتهم». وأشار إلى أنه «الضغط على وزير ليستقيل وقبول الإهانة لن يغيّر الموقف لأن مشكلة السعودية مع الذين منعوا أن يتحول لبنان إلى إمارة ومشيخة ‏سعودية بعد عام 2005، ومع الذين يقفون في وجه صفقة ‏القرن وساهموا في إلحاق الهزيمة بمشروعها في سورية ‏ومشروعها في العراق، والذي لو نجح لذبح اللبنانيين ودمر مناطقهم ‏ومساجدهم وكنائسهم». وأضاف: «نحن لم نذهب لنعتدي على السعودية ولم نهاجم ‏السعودية، هؤلاء هم كانوا شركاء في المؤامرة الكبرى وفي الحرب ‏الكونية التي كانت تُدمر المنطقة، وكان لنا شرف أن نقف في وجه ‏هؤلاء القتلة المتآمرين على بلدنا وعلى شعوبنا. من خرّب العلاقات هو من بدأ الاعتداء والتآمر». وسأل من «يتحدث عن أن حزب الله يخرب علاقات لبنان... العلاقات مع من؟ مع أميركا؟ هذا هو العدو الذي تتهموننا أننا نخرب العلاقات معه؟». وشدد على أن «الولايات المتحدة مسؤولة عن كل جرائم إسرائيل في فلسطين والمنطقة، وأميركا هي المسؤولة عن كل جرائم إسرائيل في لبنان، فكيف ننظر إليها أنها صديق؟».
السعودية اعتدت علينا ومشكلتها مع الذين وقفوا في وجه تآمرها على بلدنا


وذكّر بأن «السعودية دعمت داعش وكانت تهلل له، وترسل الانتحاريين وسيارات الانتحاريين إلى العراق»، و«ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من كشف أن الأميركيين طلبوا منهم نشر الفكر الوهابي في المنطقة». كما أن «السعودية أرسلت شبابها لقتل الشباب والرجال والأطفال العراقيين في العمليات الانتحارية، فيما إيران أرسلت شبابها ليُقتلوا دفاعاً عن الشباب والرجال والأطفال العراقيين في المحافظات العراقية». وأكد نصرالله أن من نفذوا جريمة اغتيال سليماني والمهندس «سينالون جزاءهم وهذا وعد الثوار والأحرار وليس وعد الإيرانيين فقط، وقد أسست جريمة الاغتيال لمرحلة جديدة من الوعي والبصيرة ومن الصراع». ونبه من أن «التعمية عن بقاء القوات الأميركية في العراق هو قتل جديد للشهيدين سليماني والمهندس. وهذه مسؤولية الشعب والقادة العراقيين لأن مصير القوات الأميركية هو الخروج من هذه المنطقة».

ميقاتي يتبرّأ
وفور انتهاء نصرالله من خطابه، اعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في بيان، أن ما قاله الأمين العام لحزب الله «بحق المملكة العربية السعودية هذا المساء لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين، وليس من مصلحة لبنان الإساءة إلى أي دولة عربية، خصوصاً دول الخليج». وأضاف: «فيما نحن ننادي بأن يكون حزب الله جزءاً من الحالة اللبنانية المتنوعة ولبناني الانتماء، تخالف قيادته هذا التوجه بمواقف تسيء إلى اللبنانيين أولاً وإلى علاقات لبنان مع أشقائه ثانياً». وأشار ميقاتي إلى أنه «لطالما دعونا إلى اعتماد النأي بالنفس عن الخلافات العربية وعدم الإساءة إلى علاقات لبنان مع الدول العربية ولا سيما المملكة العربية السعودية، ومن هذا المنطلق كانت دعوتنا إلى أن يكون موضوع السياسة​ الخارجية على طاولة الحوار لتجنيب لبنان تداعيات ما لا طائل له عليه».