للمرة الأولى، تحظى انتخابات نقابة أطباء الأسنان بكل هذا الصخب، وهو ما لم تدرج عليه العادة. إلا أن خبر إلغاء الانتخابات خلال عملية فرز نتائج الجولة الأولى جعلها «تراند» يوم أمس، فانهالت التعليقات والإدانات، من دون رواية واضحة لما حدث في النقابة وتسبب بإلغاء الانتخابات. لكن اللافت أن معظم الإدانات كانت مساقة باتجاه واحد. هكذا مثلاً، حمل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، مسؤولية «الهرج والمرج» في الانتخابات لـ«عناصر مسلحة من حزب الله من خارج الأطباء الذين اعتدوا على موظفي الفرز وحطموا الصناديق (...) في مشهدٍ لا يبشّر خيراً للانتخابات النيابية المقبلة»... قبل أن تتوالى البيانات من تيار المستقبل إلى الأحرار والشيوعي وغيرهم ممن حمّلوا المسؤولية للطرف عينه.في المقابل، كانت ثمة رواية للحزب الذي شارك في الانتخابات داعماً لإحدى اللوائح، من دون أن يكون مشاركاً فيها بأي مرشح. وأكد رئيس التجمع الإسلامي لأطباء الأسنان محمد قطايا، أن حزب الله «لم يكن معنياً بالانتخابات، إذ لم يكن لدينا مرشح. أضف إلى ذلك أنه مع انسحاب مرشح التيار الوطني الحر أعلنا انسحابنا وبالتالي لم تعد الانتخابات تعنينا»، و«لم يخض حزب الله هذه المعركة لأنه كان يعرف أنها ذاهبة باتجاه انقسام طائفي واضح».
أججت مرشحة الكتائب الأجواء بعدما تبيّن أنها ليست بين الأوائل


وأوضح قطايا الذي كان حاضراً الاستحقاق منذ الصباح الباكر، أن «الثنائي» دعم لائحة النقيب السابق إيلي المعلوف في وجه لائحتي الكتائب والقوات اللبنانية و«المنتفضين»، وسارت الانتخابات بشكلٍ طبيعي حتى بدء عملية فرز المرحلة الأولى للوائح الثلاث. وكما الحال في الفرز الإلكتروني، كان من المفترض أن تصدر النتائج «في غضون نصف ساعة أو ساعة على أبعد تقدير»، إلا أن ما حدث أن عملية الفرز «وصلت إلى حدود ساعة و40 دقيقة، ما أثار ارتياب الأطباء الذين راودهم الشك من حصول شيء ما في غرف الفرز، خصوصاً أن ذلك أدى إلى انقضاء الوقت المخصص لانتخاب نقيب، وتململ بعض الأطباء وخصوصاً الذين يسكنون في المناطق.
في هذه اللحظة، خرجت مرشحة حزب الكتائب ومرشحة النقيب في لائحة «نقابتي ثورتي» إلى المنبر وقالت بصوت عال إن «ثمة أمراً غير منطقي يجري» وطالبت بإجراء الفرز يدوياً. ولم يكن في تلك الفترة قد جرى سوى فرز نتائج 4 صناديق على دفعات، وهو أمر مخالف، «خصوصاً أن إعلان نتائج الصناديق يكون دفعة واحدة لكل صندوق». وفي تلك اللحظة، بدأ الصخب «وكبرت المطالبة لدى الأطباء، وخصوصاً مناصري المرشحة لإجراء الفرز يدوياً»، ثم بدأ الهرج والمرج. ويشير قطايا إلى أن هناك «فيديوهات مسجلة تبيّن وجود عناصر من خارج النقابة كان بعضهم يجلس كمندوبين على صناديق الاقتراع وليسوا من الأطباء. وقد قام هؤلاء بتكسير صناديق الاقتراع والاعتداء على أحد الأطباء» ما حال دون إتمام المرحلة الثانية وإلغاء الانتخابات. ونفى قطايا أي علاقة لمناصري الحزب بما حدث، «خصوصاً أن ما فرز من الصناديق لا يعبر عن مسار العملية الانتخابية، إذ إن معظم الصناديق التي ينال فيها المعلوف نسبة كبيرة من الأصوات لم يكن قد جرى فرزها بعد ولذلك لم يكن ثمة داعٍ لاستنفار كهذا». وعزا استنفار مرشحة الكتائب إلى «نتائجها المتأخرة، إذ لم تكن من بين العشرة الأوائل، ما دفع بمناصريها لتكسير الصناديق»، محمّلاً المسؤولية مباشرة إلى «النقابة التي سمحت لغير أطباء الأسنان بالدخول إلى حرم صناديق الاقتراع».