تضرب جلسات المجلس النيابي، «المؤقتة» منذ 21 نيسان 2020، في قصر الأونيسكو، موعداً دورياً مع تعطيل الحياة التربوية في المحلة حيث توجد ثلاث كليات للجامعة اللبنانية وأكثر من أربع مدارس خاصة ورسمية، وعدد من دور الحضانة. أمس، «حطّ» النواب ومعهم الحكومة العتيدة على المنطقة، فتسبّبوا بتأجيل امتحانات الدورة الثانية في كليتي الإعلام والآداب و«فرملة» الدراسة في بعض المدارس الخاصة التي بدأت للتو عامها الدراسي حضورياً. وبحسب عضو لجنة الأهل في مدرسة الليسيه فردان، زينب خليل، قرر عدد من أولياء الأمور سلفاً الامتناع عن إرسال أبنائهم إلى المدرسة، كي لا يصطدموا بالانتشار الأمني الواسع على المداخل المؤدية إلى القصر وقطع الطرقات من حوله، ومن «غامر بالذهاب أو إرسال أولاده كان عليه أن يسلك مساراً طويلاً ويحرق بنزيناته، وإن تساهلت القوى الأمنية مع الأهالي في طريق العودة لجهة فتح بعض الممرات بخلاف ساعات الصباح». ورأت خليل أن اختيار مكان حيوي مثل الأونيسكو لم يكن موفقاً، وأن المشكلة الفعلية ستظهر جلية في الأيام المقبلة عندما تنتظم الدراسة الحضورية في كل المؤسسات، باعتبار أن الكثير من الأهالي لم يختبروا التجربة في السنتين الماضيتين بسبب التعليم عن بعد، داعية إلى الإسراع في ترميم المقر الرئيسي أو التفكير الجدي بمقر آخر غير «قصر الأونيسكو».
جلسة الثقة عطّلت ثلاث كليات للجامعة اللبنانية وأربع مدارس وعدداً من دور الحضانة

في الفترة الأولى لانتقال الجلسات إلى المحلة بسبب كورونا وانفجار 4 آب، كان الأساتذة والطلاب والموظفون في كليتي الإعلام والتربية المجاورتين للقصر يركنون سياراتهم، احترازياً، في مكان بعيد نسبياً ويسيرون على الأقدام باتجاه كليتهم، إلا أن ذلك أحدث إرباكاً في سير العمل «ما اضطرنا في ما بعد إلى تعليق كل الفعاليات المقررة مسبقاً في أيام انعقاد الجلسات من امتحانات وغيرها»، كما قال مدير كلية الإعلام - الفرع الأول رامي نجم. أمس، كان مدير كلية التربية - الفرع الأول، سلام نور الدين، يضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات اللوجستية لمباراة الدخول التي ستنظم اليوم، و«يدي على قلبي» أن لا تمتد جلسة الثقة لأكثر من يوم واحد، «كي لا نجبر على نقل مكان المباراة إلى منطقة الحدث أو فرن الشباك، بكل ما يعنيه ذلك من تكبيد المتبارين مشقة الانتقال وكلفته، فضلاً عن صعوبة تبليغهم بالتعديل عشية الاستحقاق».
كلية الآداب والعلوم الإنسانية-ـ الفرع الأول تأثرت هي الأخرى بالجلسة، خصوصاً أنها تعتمد، بحسب مديرة الفرع سهى حمود، مبدأ المداورة في دوام الموظفين «وبدنا يوم عمل إضافي من غيمة»، في حين أرجئت أمس امتحانات الدورة الثانية في 10 اختصاصات. الإدارة استدركت التدابير الأمنية وأبلغت سلفاً الطلاب بالتأجيل، إلا أن ذلك لم يحل دون تكبّد البعض عناء الحضور لعدم معرفتهم بالقرار الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أحد أعضاء لجنة التربية النيابية لم يكن يعلم أن الانتقال إلى قصر الأونيسكو يسبب مشكلة فعلية للمؤسسات التربوية في المحلة، لكنه أشار إلى «أن المقر الرئيسي غير جاهز، فلا كهرباء ولا مازوت، ولا مكيّفات، ولا أعرف أين أصبحت أعمال التصليحات في المكاتب المتضررة من الانفجار، علماً بأننا وعدنا من شهرين بأنها ستنجز خلال شهر».
الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر قال لـ «الأخبار» إنه يصادف أن تعقد جلسة مرة كل شهرين أو ثلاثة أشهر «وشو بدنا نعمل الحياة الدستورية بدها ترجع تقلع، والحكومة بدها تمشي وهونيك ما في كهربا (وسط بيروت)، ما بيأثر يتحملونا شوي الأهالي».