كثيرون يرحلون، أمّا الكبار فيبقون في ذاكرتنا وضمائرنا، نحن الذين عرفناهم وعرفنا نضالهم ومواقفهم الجريئة في خدمة الأجيال وإعلاء شأن لبنان هنا وفي الخارج. ناضل من أجل إنماء التعليم المهني والتقني وجعله يواكب حركة العصر إيماناً منهُ بأن المهارات هي ثروة الشعوب في عصرنا الحاضر. كان رجلَ المواقف الوطنيّة والجرأة في قول الحق ورفيق الرجالات الكبار وصنّاع القرار. كان رجل الإخلاص والصداقة والإيمان والاندفاع في خدمة لبنان والإنسان.كان مكتبةً في رجُل ومرجعاً لأهل الفكر والمعرفة، عاش يحلم بوطن العزّة والكرامة والحداثة والإبداع. من أجل كلّ هذا قضى العمر في التخطيط والتأليف يحاضر في التعليم وفنون المحاسبة، وكانت الكتب خير دليل على عطاءاته.
لم يُنصَف في حياته، ولكنّ إنصافه كان في أنّ كل من عرفهُ بكاهُ وسيبقى حاضراً في ذاكرة طلّابه ومن تدرّب في معاهده وفي ضمائر الأوفياء.
فتعازينا الحارّة لأولاده الذين زرع فيهم محبّة العلم والمعرفة والأخلاق والوطنيّة الصادقة.
وتعازينا الحارّة لزوجته المثقّفة رفيقة عمره التي كانت تسهر الليالي الطوال من أجل نجاح مسيرته النضاليّة والتي ساهمت مساهمة فعّالة في خدمة الأجيال والوطن. لقد غاب عنّا في زمن حالت الأوضاع فيه دون القيام بما يستحقّ من تكريم.
أنتَ باقٍ يا دكتور جان في ضمائرنا. رحَلتَ كبيراً وستبقى كبيراً.
نقيب المعاهد والمدارس
الفنيّة والتقنيّة الخاصّة في لبنان
مارون غانم