«في الظل» اجتمعت السفيرة الفرنسية آن غريو، بعدد من «الناشطين» في النبطية. فعلى عكس اللقاءات كافة التي تخلّلتها جولتها الجنوبية في الثالث والرابع من حزيران الحالي، لم يُعلن عن لقاء النبطية طيلة أسابيع ثلاثة.وإن وضعنا جانباً لقاءاتها مع النواب، عناية عز الدين عن حركة أمل، وحسن عز الدين عن حزب الله، وأسامة سعد كنائب مستقل، والتي بطبيعة الحال واكبها الإعلام وتخللتها تصريحات سياسية علنية، فإن زيارتها لـ«منتدى صور الثقافي» واجتماعها مع عدد من وجوه المدينة، الذين لا صفة رسمية لهم، لم يكونا طي الكتمان. من هنا تُطرح علامات الاستفهام المشروعة حول اجتماع النبطية الذي حاولت «الأخبار» التواصل مع بعض الناشطين المشاركين فيه إلا أنهم رفضوا التحدّث عنه.
في التفاصيل، وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن إحدى الناشطات السياسيات في النبطية، سلام بدر الدين، هي من طلبت تنظيم اللقاء الذي اهتم بترتيبه مصطفى فحص (نجل الراحل السيد هاني فحص) كون زوجته موظّفة في السفارة الفرنسية في بيروت. أمّا عن أجواء اللقاء، الذي عُقد في مطعم «توتانغو» يوم الجمعة في 4 حزيران الحالي، فيقول مقرّبون من المنظّمين والحاضرين إنه «أخذ طابعاً اجتماعياً ثقافياً، بدليل اختيار المدعوين الذين لا نشاط سياسياً لهم، ووفق معايير تتعلّق بتحدّثهم اللغة الفرنسية وبكونهم وجوهاً ثقافية اجتماعية».
لكن، في الأسماء، يتضح أن ما يُروّج له غير دقيق. فالحضور، إلى جانب سلام بدر الدين ومصطفى فحص (ناشطان سياسيان)، شمل ناشطين من انتفاضة 17 تشرين، منهم: عبد الجليل شكر، شفيق طه (المرصد الشعبي)، مدير فرع البنك «اللبناني الفرنسي» في النبطية (كان يحضر بشكل متكرّر في خيمة حراك النبطية)، والدكتورة ديما مقدّم.
وعلمت «الأخبار» أن الحاضرين تطرّقوا في حديثهم إلى انتفاضة 17 تشرين عموماً وإلى إشكال النبطية في الأيام الأولى للانتفاضة حين تعرّض المحتجّون للاعتداء من قبل بلدية المدينة وعناصر من حزب الله ولـ«التحدّيات التي تواجههم». كما وطلبوا من السفيرة العودة إلى المدينة لتنظيم لقاء أوسع يعكس «انفتاح النبطية وتنوّعها».
في المعلومات أيضاً، وإلى جانب هؤلاء، تمّت دعوة الحزب الشيوعي الذي رفض الحضور على خلفية استمرار فرنسا باعتقال المقاوِم جورج عبد الله وربطاً برفض «الشيوعي» التدخلات الخارجية، وكذلك الناشط السياسي وسيم غندور الذي امتنع بدوره عن الحضور.