ينتشر في لبنان كثير من «الأحجار الأساس». إلا أنها ليست دليل عافية في بلاد مفلسة، وإنما دليل قاطع على بقاء تلك المشاريع مجرّد أحجار لا إنجازات. وأحياناً، قد تتحول تلك الأحجار هياكل بلا فائدة، وتبقى سنوات طويلة «ع العضم» من دون أن تُستكمل، تماماً كما هي حال المستشفى الحكومي في ميفوق الجبيلية. إذ وُضعت أساساته عام 2014، ولا تزال الأشغال فيه في مراحلها الأولى. بعد سبع سنوات، عاد البناء إلى الواجهة، مع انتشار فيروس كورونا ووصول المستشفيات في قضاء جبيل وغيرها إلى قدرتها الاستيعابية القصوى. خصوصية ذلك المكان أنه كان سيسهم في تخفيف بعض الثقل عن مستشفيات المنطقة، إذ أن المستشفى الذي يفترض أنه مؤلف من 72 غرفة «كان قادراً على استيعاب 100 مريض لو تم استكماله»، على ما يقول رئيس بلدية ميفوق ـ القطّارة، هادي الحشاش، ناهيك بـ «أكثر من 30 قرية وبلدة في جرود قضاءي جبيل والبترون كانت ستستفيد من خدماته».كان من المفترض أن يُستكمل المستشفى الذي بني على أرض الرهبانية المارونية خلال عامين، بعدما تكفّل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية به، إلا أن سبع سنواتٍ مرّت من دون الوصول إلى النهاية، وبقي مستشفى قرطبا الحكومي وحيداً في القضاء. ومنذ ذلك الوقت، بعد إنجاز المرحلة الأولى، لم تبدأ المرحلة الثانية لعدم الاستحصال على الأموال اللازمة لها، و«لكون الملف لم يُدرج على جدول أعمال جلسات مجلس الوزراء»، على ما يقول الحشاش، لافتاً إلى أن وزارة الصحة «أشرفت فقط على الإنشاء من دون أن تدفع أي مساهمات مادية».
ورغم المطالبات المتكررة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحرير أموال المرحلة الثانية، إلا أن شيئاً لم يحدث إلى الآن، إذ أن «عدم توفّر المال يبقى العائق الأساس وشبه الوحيد أمام إنهائه»، بحسب الحشاش، لافتاً إلى أن وزير الصحة حمد حسن «وعد منذ أشهر بمتابعة هذا الملف بغية تأمين الأموال اللازمة، إلا أنه حتى الآن لم يفِ بالوعد، رغم أنه يعتبر أن المستشفى مصنّفٌ ضمن المستشفيات الحكومية غير المنجزة».
أمام هذا الواقع، يحاول أبناء ميفوق تعويض غياب الجهات الرسمية، ولذلك وضعت لجنة الصحة في البلدية، والتي يرأسها البروفسور جورج الحاج بطرس، يدها على الملف. ومن مهامّها اليوم إعداد دراسة كاملة عن المستشفى لعرضها على الجهات المانحة والمنظمات غير الحكومية لتأمين مصادر تمويل له، خصوصاً أن المبالغ المقدّرة التي يحتاج إليها إنهاء أعمال البناء فقط تفوق ثلاثة ملايين دولار.



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا