قبل ثلاث سنوات، كان مجال «ريادة الأعمال» يشبه «النفق الغامض»، عندما «تجرّأ» فرنسيسكو باخوس على دخول «دهاليزه». هذا العالم الواسع الذي يحوّل فكرة جديدة أو اختراعاً جديداً إلى مشروع ناجح اجتذب الشاب العشريني، و«كلما كنت أتعرّف إليه عن كثب كان إيماني يزداد بقدرة هذا المجال على التغيير الإيجابي في المجتمع وتطويره». باخوس، طالب التسويق في كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية (الفرع الثالث - طرابلس) مرشّح اليوم للمشاركة في مباراة الشباب العشرة الأكثر تميزاً في لبنان وفي العالم لعام 2021 عن فئة الإنجازات في الاقتصاد والإدارة وريادة الأعمال، وهو برنامج تُطلقه الغرفة الفنيّة الدولية. كما يسعى، من خلال لقاءات يعقدها مع الطلاب وندوات توجيهية يقدمها بإشراف مركز المهن والابتكار وريادة الأعمال في الجامعة اللبنانية (Centre MINE)، إلى «خلق جيل جديد من رواد الأعمال».

وبصفته ممثلاً لمسابقة «Hult Prize» في الحرم الجامعي، أخذ على عاتقه حثّ الطلاب على المشاركة في هذه المسابقة التي كان لها الأثر الأهم في مسيرته. ففي عام 2020 قرّر المشاركة فيها، وكانت محطة مفصلية في مسيرته في ريادة الأعمال بعدما أنجز مع زميلته الطالبة ملايكة صوفي مشروع PlastEco الذي نال المرتبة الأولى على صعيد الجامعات في لبنان في مسابقة «Hult Prize». كما فاز في مسابقة برنامج DEEL – 2020 التي تنظمها الوكالة الجامعية للفرنكوفونية AUF بالتعاون مع عدد من الشركاء.
PlastEco عبارة عن شركة ناشئة صديقة للبيئة تهدف إلى التخفيف من النفايات البلاستيكية من خلال دمجها في إنتاج «حَجَر الخفّان» الصديق للبيئة والمستدام لاستخدامه في البناء والأعمال الزخرفية. «لم نشأ أن نقوم بعملية إعادة تدوير عادية للبلاستيك فابتكرنا هذه الفكرة الهادفة إلى تطوير سوق البناء الملوِّث»، يشرح بشغف. لا تزال PlastEco في مرحلة التجارب للتأكد من قدرة المنتج على الصمود في حالات الضغط والبرودة والحرارة. وعندما يجد باخوس مستثمرين لمشروعه سيباع المنتج في الأسواق المحلية فالعالمية «بأسعار مشجعة وبجودة عالية».
جائحة كورونا خلقت تحدياً في طريق إنجاز PlastEco إذ تمكّن فرنسيسكو من تخطي صعوبات التواصل مع المهندسين والمحامين أو التوجه إلى مصنع لإعداد «حجر الخفّان» خلال فترة الحجر المنزلي. «النشاط والهمة العالية» يقابلهما نقص في التمويل، أدى إلى «ركود» في مشروع PlastEco. برنامج DEEL - 2020 الذي تديره الوكالة الجامعية للفرنكوفونية ساعده في ما يخص التدريب وتعزيز إنشاء الشركات ودخول سوق العمل. لكنّ فرنسيسكو لم يتلقّ الدعم المادي، ويبقى الرهان على نجاح مشروعه بإمكاناته المتواضعة. وهو لا يخفي امتنانه لمركز المهن والابتكار وريادة الأعمال في الجامعة اللبنانية الذي شجّعه على «خوض غمار» ريادة الأعمال، وساعده في تطوير مهاراته من خلال مجموعة خبراء ومدربين. كما منحته تجارب رواد الأعمال التي تعرف إليها عن طريق المركز الإلهام للمخاطرة في سبيل تطوير مشاريع آيلة للربح أو الخسارة. لا ينكر فرنسيسكو أن ريادة الأعمال مجازفة، لكنّ «التأكد من صحة فكرتي وتحسس نجاحها يستحقان ذلك. وإذا ما فشل مشروعي فأكون قد ربحت علاقات اجتماعية عالمية».
ريادة الأعمال دخلت إلى كل مفاصل حياة الشاب العشريني. هوايته في النقد السينمائي حوّلها إلى مشروع هادف باسم (365 Movies Lebanon). عام 2018 أنشأ منصة إلكترونية «لنشر الثقافة السينمائية في لبنان والعالم وتوعية الناس حول أهمية الأفلام في التطرق إلى قضايا ومواضيع مهمّشة». لا يزال يمارس نقد الأفلام التي يشاهدها. ويُجري مقابلات مباشرة مع مخرجين وممثلين سينمائيين على صفحته على تطبيق «إنستاغرام».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا