«بازار الكتب - سكمله» (bazar du livre) بات من «لزوميات» المرور بالبترون. مكتبة «معتّقة» تضم آلاف الكتب والموسوعات والمجلات والروايات بكل اللغات، بعضها من النوادر، تحتضنها بلدة راشانا المطلّة على بحر البترون، والتي تبعد نحو أربعة كيلومترات من جسر المدفون باتجاه القديسة ريتا.«الفسحة - المعلم» تحوّلت، بعد أكثر من ثلاث سنوات على انطلاقها، وجهة سياحية وملتقى لعشاق الكتب ومحبّي المطالعة، ولا سيما الباحثين منهم عن كتب نادرة أو قديمة أو ما عادت متوافرة في السوق بسبب الغلاء.
هي «فسحة لا تبغي الربح»، يؤكد صاحبها الأستاذ الجامعي المتقاعد مارون بشارة. إذ أن «غالبية الكتب هي تبرعات فردية من أشخاص يزورونها أو كتب من جامعة راهبات عبرين ومن دير المخلص وبعض المدارس».
رغم ضيق مساحتها التي لا تتعدى الـ 120 متراً مربعاً، تتيح المكتبة لزائريها أكثر من 15 ألف كتاب. وهي تفتح بابها الخشبي، وتستقبل الزوار بين جدرانها الحجرية القديمة وتحت أنوارها الخافتة، كل أيام الأسبوع من التاسعة صباحاً حتى الخامسة بعد الظهر.
«هي مشروع حياتي»، يقول بشارة الذي كرّس وقته للاهتمام بالفسحة واستقبال الزوار القادمين من كل مناطق لبنان. لا تغضبه «تعليقات مغرضة» تصله بين حين وآخر، خصوصاً بعدما اضطر أخيراً، «بسبب الغلاء وحتى أستطيع أن أكمل وأدفع مستلزمات الصيانة ونقل الكتب»، الى رفع سعر الكتاب من 2000 ليرة إلى 5000 ليرة! «سندويش الفلافل أغلى من الكتاب عندي»، يقول متحسّراً، ولافتاً إلى أن «بعض الكتب الموجودة في البازار سعرها في السوق أغلى بأضعاف، ولا سيما الكتب المدرسية التي تقصد عائلات مكتبتي من أجلها». الأزمة الاقتصادية أدّت إلى تراجع كبير في عدد الزوار أخيراً، «بسبب غلاء البنزين الذي يحول دون قدوم الزوار من مناطق بعيدة كما كانت الحال سابقاً، ولأن المعيشة تحتّم على العائلة تأمين الضروريات من أكل وشرب فيصبح شراء الكتب كماليات يمكن الاستغناء عنها». رغم ذلك، «لن نقفل أبوابنا وسنكمل متسلّحين بمحبة الناس الداعمين ووجود الأصدقاء الكثر الذين يهتمون ويرسلون كتباً أو يزوروننا»، يقولها بثقة صاحب المكتبة البشوش الذي يفضل ترك ضيوفه على سجيتهم يتنزهون في أروقتها الضيقة ويختلون مع الكتب لاختيار ما يروق لهم ولا يرحلون خالي الوفاض.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا