ليست كل الأخبار عن فيروس كورونا سيئة، فثمّة أوقات مستقطعة للأخبار السارّة. أمس، كان ثمّة خبران سارّان، أولهما من مستشفى بيروت الحكومي، حيث أعلن المدير العام الدكتور فراس أبيض عن خلوّ عدّاد الإصابات للمرة الأولى من الإصابات في القطاع الطبي، والثاني إطلاق وزارة الصحة العامة لقاح أسترازينيكا لينضمّ رسمياً إلى لقاح فايزر في حملات التلقيح.خلال حفل الإطلاق من المستشفى اللبناني الكندي، أعلن وزير الصحة حمد حسن عن خبرٍ ثالث يقضي بـ«المباشرة بتغيير ديناميكية التلقيح من الخطة العمودية، والتدرّج أفقياً لمواكبة متطلّبات الحياة الاقتصادية والمعيشية لكل القطاعات والمتطلّبات التربوية، وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر»، في تعديلٍ للخطة الوطنية التي كانت قائمة على تقسيم المراحل بحسب الفئات العمرية والأعمال.
وفي السياق نفسه، تحدّث حسن أيضاً عن تحسّن في مؤشرات الخطة الوطنية لناحية استجابة الناس لحملات التلقيح وظهور بعض التأثيرات، وإن طفيفة، ولا سيما على صعيد عدّاد الوفيات الذي سجّل أمس 40 حالة وفاة وأول من أمس 38 حالة، وهو «ما يؤشر إلى بدء مفاعيل تلقيح كبار السن»، على ما تقول مصادر الوزارة. إلى ذلك، شهد عدّاد الإصابات أمس أيضاً انخفاضاً في الأعداد، حيث سجل 1277 إصابة. لكنه، رغم ذلك، لا يزال انخفاضاً «اسمياً»، إذ إن المؤشرات التي تدلّ على مسار الفيروس لا تزال تحافظ على مستويات عالية، إن كان في ما يتعلق بنسبة إيجابية الفحوص التي لا تزال عند الـ 17%، أو بنسبة المقيمين في غرف العنايات الفائقة والتي لا تزال تسجل 975 حالة في العناية المركزة، منها 279 موصولة إلى أجهزة التنفس.
إلى ذلك، لا يزال خبر تشكيل وزارة الصحة العامة للجنة «مواكبة» الجانب العملي لمسار التلقيح يتفاعل. وفي وقت كانت فيه وزارة الصحة وممثلو اللجان العاملة على خط كورونا حاضرين في «يوم أسترازينيكا»، كان الغائب الأبرز ممثل اللجنة الوطنية لمتابعة ملف لقاحات كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري. ابتعد الأخير عن المشهد، مكتفياً بالتعليق عن بعد عن أهمية اللقاحات، ومنها أسترازينيكا. أعطى البزري للغياب «أسباباً خاصة» لا علاقة لها باللقاح الذي يؤكد أن اللجنة الوطنية «هي من درست ملفه وأعطت الإذن»، وهذا تصديق على «فعاليته وأمانه». أما الأسباب الخاصة، فمتصلة بقرار وزير الصحة تشكيل لجنة موازية، بحسب البزري. لا يجد الأخير تفسيراً للقرار سوى أنه كان «إرضاءً لمقام رئاسة الحكومة التي لم تعد تملك ما تقوم به». كما لا يجد تفسيراً لبقاء لجنتين تقومان بالعمل نفسه، وهذا يفترض منطقياً إلغاء واحدة منهما.
تغيير آلية التلقيح لمواكبة متطلّبات الحياة الاقتصادية والمعيشية لكل القطاعات


من جهتها، تنفض وزارة الصحة العامة عنها أي مسؤولية، على اعتبار أن قرار تشكيل اللجنة «بُتّ في الاجتماع الأخير في السرايا الحكومية، وليس لوزارة الصحة علاقة مباشرة به»، على ما يقول المسؤول الإعلامي في مكتب الوزير رضا الموسوي، مشيراً في الوقت نفسه الى أن «ما يهمّ الوزارة اليوم هو تنفيذ الخطة على الأرض، بغضّ النظر عن أعداد اللجان، فإن كانت مصلحة المواطنين تقتضي أكثر من لجنة فليكن، المهم النتيجة التي نحصدها على الأرض».
بالنسبة إلى الوزارة، «الشغل ماشي». فعلى الأرض تتابع الأخيرة حملات التلقيح التي «تسير على قدمٍ وساق»، وإن ببطءٍ تفرضه كميات اللقاحات الواصلة. مع ذلك، يشير الموسوي إلى «أننا نرى اليوم نتيجة اللقاح في العدّادات»، أضف إلى ذلك أن «نسبة كبيرة من كبار السنّ ممن يتخطّون الـ 75 من العمر باتوا ملقّحين، وبات الرقم اليوم بحدود 80 ألفاً».
مع ذلك، لم يصل الجدل الكوروني الدائر على خط اللجان إلى حدّ فرض القطيعة بين الأطراف، إذ تشير المصادر إلى أن لقاءً سيجمع اليوم بين حسن والبزري، في الضاحية، لرأب الصدع وتوضيح النقاط العالقة بين الطرفين، بعد وساطة حزب الله.
وبرز مساء تطور اضافي، تمثل في دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى اجتماع طارئ الاربعاء في القصر الجمهوري، بحضور رئيس الحكومة حسان دياب ووزير الصحة والبزري ومستشارة رئيس الحكومة رئيسة اللجنة «الموازية» بترا خوري ومستشار الرئيس للشؤون الصحية وليد خوري. وقالت مصادر مطلعة ان عون تبلغ معلومات «مقلقة» حول اليات التعاون بين الجهات المعنيية بملف كورونا، وانه يخشى ان تكون هناك مشكلة على صعيد التنسيق بين اللجان المشكلة وبين الوزارة وبقية الادارات الرسمية. كما ان رئيس الجمهورية يدعم ادخال تعديل على خطة التلقيح بحيث تساعد على اعادة اطلاق العجلة الاقتصادية والمساعدة على تسهيل عمل القطاع الخاص في الحصول على كميات اضافية وبيعها ضمن الخطة المقررة في وزارة الصحة. وهو أعلن بوضوح، في لقاء مع صحيفة «الجمهورية» أمس، أنه «لو كنت المسؤول عن تنظيم اللقاحات لاتبعت التوزيع الافقي والعامودي من دون حصره بقضية العمر».
الى ذلك اكدت المصادر ان وزير الصحة لم يتلق بعد دعوة رسمية لزيارة روسيا لتوقيع اتفاق مع الصندوق الروسي للاستثمار المعني بتوزيع لقاح سبوتنيك – 7، لكن الاخبار الجديدة من موسكو، تفيد بان الدوائر الرسمية هناك، اضافة الى السفير في بيروت، ابلغوا الجهات الرسمية انه «لا يوجد وكيل حصري لتوزيع اللقاح الروسي»، وان موسكو قررت رفض منح وكالة حصرية لاحد، وحتى وكيل الصندوق في الامارات العربية المتحدة يمكنه البيع لكن بعد العودة الى موسكو، وان الافضلية للحكومات.