قرابة الساعة الثامنة من مساء يوم أمس، وبينما كان الشابان الياس مرعب ونعمة نعمة عائدين من بيروت، وعند وصولهما إلى بلدة شكّا، اصطدمت سّيارتهما (من نوع كيا) بشاحنة وضعها محتجّون في عرض أحد مسربَي الأوتوستراد الدولي الذي يربط العاصمة بيروت بالشمال. وسرعان ما لقيا حتفهما.الخبر – الفاجعة نزل كالصاعقة على ذويهما وأصدقائهما في زغرتا، مسقط رأسيهما، التي لفّها حزن كبير على خسارة شابين. وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بتعليقات انتقدت الحادث بقوة، واعتبرت أنّ وفاة الشابين هي «برقبة من قطع الأوتوستراد»، وأنّهما «ضحايا الإهمال والتفلّت والفوضى واللاوطن»، وأنّه «كيف توضع شاحنة وسط الأوتوستراد وتقطعه ليلاً، في منطقة لا يوجد فيها أيّ إنارة ليلاً، ولا إشارات تنبيه»، و«قطع الطرقات بهذا الشكل سيجعل المواطنين المتضرّرين الأول منه يثورون على ثوّار فاشلين».
نعي الشابين لم يقتصر على الأهل والأصدقاء، فانتماؤهما إلى تيار المردة دفع النائب طوني فرنجية، الذي كان مرعب ونعمة مقرّبين منه، إلى التغريد قائلاً إنّهما «شابان أمضيا سنوات من عمريهما إلى جانبي. نودّعهما اليوم بأسى وهما في ذروة حياتهما».
الحادث دفع جمعية «اليازا» إلى دعوة «القضاء والنيابات العامة المختصة إلى التحرّك فوراً للتحقيق في الحادث»، معتبرة أنه «نتيجة كارثية لإيقاف شاحنة وسط الطريق الدولي من دون أيّ تحذير من قبل أصحاب الشاحنة، ومن دون أيّ تحذير من قوى الأمن».
وتساءلت «اليازا»: «هل يوجد إنسان عاقل على الكرة الأرضية يغلق طريقاً من دون استخدام إشارات ومثلثات تحذيرية عاكسة كبيرة عند الحاجز وقبله؟».
حادث شكا أعاد التذكير بحادث مماثل وقع في الجية أثناء قطع أوتوستراد صيدا بيروت بالعوائق الحديدية. حينها، في ٢٥ تشرين الثاني 2019، وعقب شهر ونيف من اندلاع أحداث 17 تشرين، قضى المواطنان حسين شلهوب وسناء الجندي من بلدة أنصارية (قضاء صيدا)، وجرحت نور (ابنة حسين وابنة شقيقة سناء)، عندما اصطدمت سيارتهما بجسم حديدي لم يتنبّه له حسين أثناء محاولته اجتياز الطريق عند الفجر، خلال توجّهه من بلدته الى مقر إقامته في بيروت. واختار حسين ذلك التوقيت، علّه يستبق بدء المحتجين بقطع الطريق، وقد فرضوا حصاراً مطبقاً على أوتوستراد الجنوب عند أكثر من مقطع، بدءاً من ساعات الصباح الأولى.



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا