بعد جمود لنحو شهرين، ومن باب السياسة، تحرك مجدداً ملف المستشفى القطري الميداني المخصص لصور. فقد حمّلت جهات عدة في المنطقة مسؤولية التأخير في إنشائه إلى خلافات بين حزب الله وحركة أمل على موقعه النهائي. ما دفع بمكتب الشؤون البلدية في «أمل» ومكتب العمل البلدي في الحزب إلى إصدار بيان أمس أوضحا فيه أن «لا خلفيات حزبية وراء التأخير، بل بعض الأمور التقنية بين الوزارة المختصة والجهات المعنية إدارياً تقف حائلاً دون الإسراع في إنجازه». وطالب الثنائي «السلطات المعنية بالإسراع في تذليل كل العوائق وهما على أتم الاستعداد لتأمين كل الدعم والمؤازرة».لكن لا يمكن إقناع كثر بأن «أمل» النافذة في صور والحزب النافذ في الوزارة، ليسا من ضمن «السلطات المعنية» التي ناشداها في بيانهما. إذ تشير المعلومات إلى أن المستشفى المقدم كهبة من قطر في آب الماضي للمساهمة في مواجهة ظاهرة كورونا، خلق نزاعاً جغرافياً بين الطرفين. لكن تحديد الموقع يحكمه وفق مصدر في «الصحة» قرب المستشفى الميداني المؤقت من مستشفى ثابت قيد التشغيل. في البداية، رغبت الوزارة في إنشائه في جويا بالقرب من مركز علاج الأمراض العصبية التابع للهيئة الصحية الإسلامية، أو بالقرب من مستشفى خاص مقفل ويعمل حالياً كمستوصف. وفي وقت لاحق، ومع صعوبة تطبيق احتمال جويا، قدمت بلدة معروب لإقامته بالقرب من مركز صحي تابع للهيئة. أما الحركة، فقد تمسكت منذ البداية بإنشائه في مدينة صور أو ضواحيها بالقرب من احد المستشفيات الخاصة عند مفرق الحوش والمستشفى الحكومي الذي لا يزال قيد الإنجاز في منطقة الشواكير. و«بتوجيهات من الرئيس نبيه بري»، أعلن رئيس اتحاد بلديات صور حسن دبوق بداية تشرين الثاني الماضي، الشروع بتحضير البنية التحتية في الحديقة العامة في صور لإقامة المستشفى الذي يُفترض أن يضم 500 سرير. وبرغم الانتقادات اللوجستية والبيئية التي وجّهت للخطوة، أنفق الاتحاد نحو 100 مليون ليرة من موازنته على تجهيز الأرض وقنوات الصرف الصحي. انتهت الأشغال ولم يشرع الجيش اللبناني بإقامة المستشفى خلال أيام، كما وعد دبوق قبل شهرين. الأسرّة والآلات والتجهيزات القطرية المركونة في مستودع المدينة الرياضية عادت إلى الواجهة. وبرغم مسارعة الحزب والحركة إلى فصل الخلاف عن التأخير، أكد مصدر بلدي أن «المنافسة بين الطرفين على استقطاب المستشفى حقيقة وليست شائعة»، فيما أكدت مصادر وزارة الصحة أن الخلاف حُلّ، وسيتم الالتزام بالموقع الذي حدّده اتحاد بلديات صور. من يؤخّر المباشرة بتجهيز المستشفى إذاً؟ وهل سيبدأ الجيش إقامته قريباً؟

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا