أعلنت «مؤسسة عامل الدولية» إدانتها حادثة إحراق مخيّم النازحين السوريين المأساوية، في المنية - شمال لبنان، مؤكدة تضامنها مع الضحايا وكل الفئات الشعبية المهمّشة من لبنانيين ولاجئين ومهاجرين في لبنان وحول العالم. وأكدت أن تحوّل إشكال فردي إلى عملية انتقام جماعية هو مؤشر خطير ويجب عدم إهماله أو التهاون معه وسوق مرتكبيه إلى العدالة.واعتبر البيان أن هذه التوترات الأهلية المؤسفة بين أهلنا السوريين واللبنانيين ممكن أن تشعل فتنة متنقلة في مختلف المناطق لا تُحمد عقباها، وخصوصاً في ظل تعاظم الانهيار الاقتصادي وفقدان الناس للأمن الغذائي والصحي وضعف الدولة، الأمر الذي يتطلب مضاعفة الجهود نحو تعزيز التضامن الاجتماعي وقيم التراحم والتعاون في مواجهة كل أشكال الحقد والعنصرية والجهل.
كما انتقد البيان مماطلة المسؤولين في حل ملف النازحين السوريين في لبنان وتوظيفه في التخاصم السياسي المحلي والدولي، في ظل عرقلة بعض الدول الغربية والهيئات لعملية عودة النازحين لأسباب سياسية وأخرى تتعلّق بالتمويل، ضاربين بعرض الحائط آلام الناس ومعاناتهم وضياع مستقبل جيل بأكمله خلال سنوات الانتظار والضعف التي يعيشها النازحون، من دون إغفال حساسية الوضع الاجتماعي الهشّ في لبنان، والذي قد يساهم بشكل كبير في إشعال الاقتتال الأهلي والفوضى.
وأشارت «عامل» إلى أن مراكزها الـ25 وعياداتها النقّالة وفريقها، جميعهم يعملون اليوم من أجل صون فكرة واحدة وهي صون كرامة الإنسان ومحاربة كل أشكال التمييز والظلم، ذلك أن لبنان لا يمكن أن ينهض ويتغلب على تحدياته إلا بهذه الروحية وهذه الصيغة التي تعمل على إبراز العناصر التي تجمع الناس لا تلك التي تفرّقهم.
وأضاف البيان: إن الصور الآتية من المخيّم المحروق مظلمة ومحزنة جداً ولكنها لا تعبّر عن الواقع كاملاً ويجب عدم السماح بتوظيفها من أجل تعميق الفجوة بين المجتمعين، ذلك أنه طيلة السنوات العشر الماضية كان لبنان البلد الذي يحتضن أكبر نسبة نازحين سوريين نسبة إلى عدد سكانه، من أقل الأماكن التي شهدت حوادث عنصرية كبرى ضد النازحين مقارنة بغير دول.
في الختام توجه البيان برسالة إلى اللبنانيين والنازحين السوريين بالقول: «إن ما يجمع الشعبين السوري واللبناني من ظروف مشتركة وآلام وأحلام ومصير وتاريخ وحضارة هو أكبر من أي خصام، وإن ما يمكن أن نقوم به سوياً هو أكبر وأعظم وأكثر فائدة لكلا الشعبين من ما يمكن أن نقوم به إن كنا متخاصمين ومتفرقين، ونحن نؤمن أن الأنبل في الإنسان ينتصر دوماً».