تنتهي الأحد المُقبل مهلة إقفال البلدات الـ111 التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الإصابات بفيروس كورونا نسبةً إلى تعداد سكانها. حتى الآن لا تبدو مرحلة «ما بعد الإقفال» واضحة الملامح؛ إذ ليس معروفاً بعد إذا ما ستتخذ اللجنة الوزارية المكلفة مواجهة فيروس كورونا قراراً بتمديد الإقفال أو الاكتفاء بمهلة الإغلاق التي تكاد أن تنقضي. في هذا الوقت، لا تزال أعداد الإصابات اليومية بالفيروس «مُحلّقة» مع إعلان وزارة الصحة، أمس، تسجيل 1426 حالة جديدة (1405 حالات مُقيمة و21 وافداً)، فيما أُعلن عن 11 وفاة جديدة ليرتفع بذلك عدد ضحايا الفيروس إلى 450 شخصاً.ولئن كان هذا الارتفاع في تسجيل الإصابات الذي سُجّل على مرّ الأسبوع المنصرم مرتبطاً بارتفاع نسبة الفحوصات المخبرية (ارتفع عدد الفحوصات اليومية بزيادة أكثر من ثلاثة آلاف فحص بسبب تكثيف فرق وزارة الصحة إجراء الفحوصات للمخالطين في البلدات التي استدعت الإغلاق)، إلّا أنه لا يزال يُمثّل مؤشراً خطيراً على انتشار الفيروس، ما يُحتّم ضرورة ضبطه والسيطرة عليه. فعلى مرّ 14 يوماً مثلاً، تجاوزت نسبة الفحوصات لكل مئة ألف نسمة الثلاثة آلاف فحص فيما تجاوزت نسبة الفحوصات الإيجابية لكل مئة شخص الـ10% (10.6%). ووفق أرقام وزارة الصحة فإنه من بين كل مئة ألف شخص، هناك 323 شخصاً معرّضين للإصابة.
تأتي هذه الوقائع فيما بدأت أصوات الكثير من المُقيمين تعلو استنكاراً لامتناع الكثير من المُستشفيات عن استقبال ذويهم المرضى غير المُصابين بكورونا إمّا بسبب «عدم وجود أسِرّة» أو بسبب «نفاد المُستلزمات والتجهيزات المطلوبة لإسعاف الحالة»، على ما أُخبر كثيرون، فيما كانت الأرقام الرسمية تُشير، حتى الأسبوع الماضي، إلى تجاوز نسبة إشغال الأسرّة المخصّصة لكورونا الـ65%.
وكانت أرقام «الصحة» قد أشارت في هذا الصدد، أمس، إلى أنّ عدد المرضى المُصابين بـكوفيد 19 ممن استدعت حالتهم الإقامة في المُستشفيات وصل إلى 647 شخصاً، 172 منهم حالتهم حرجة.
وفي حال واصلت الإصابات الصعود وفق ما هو متوقّع خلال الأيام المُقبلة، فإنّ الضغط على القطاع الصحي والاستشفائي سيتضاعف حُكماً في ظل تفاقم الأزمة الصحية بفعل الأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد، فيما تشخص الأنظار نحو إجراءات التأهيل بـ«المفرّق» التي تقوم بها وزارة الصحة للمُستشفيات الحكومية في المناطق من أجل تعزيز القدرة على استقبال المُصابين بالفيروس من جهة، وبالتالي إفساحاً للمجال أمام القدرة على استقبال غير المُصابين به من جهة أخرى.
الجدير ذكره في هذا الصدد أن موقع لبنان عالمياً لجهة تسجيل الإصابات اليومية في كورونا تقدّم خلال أسبوعين عشر مراتب، إذ بات يحتل حالياً المرتبة الـ 63.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا