دخل مستقبل الطلاب اللبنانيين في الخارج دائرة الخطر مع إعلان الجامعات عن انتهاء موعد التسجيل في الخامس عشر من الجاري وبدء التدريس. وفي حال لم يتم تأكيد التسجيل قبل الموعد يخسر الطالب مقعده الدراسي. وهذا ما يتخوّف منه معظم الأهالي لعدم قدرتهم على تأمين المبالغ اللازمة بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة، وارتفاع سعر صرف الدولار.ونحن، أهالي الطلاب في الخارج، قد وقعنا اليوم في ما كنا نحذّر منه منذ تسعة أشهر، ونناشد المسؤولين إيجاد حل سريع لهذه المشكلة الكبيرة. علماً بأننا، ويا للأسف، لم نجد حتى الآن آذاناً صاغية، وإن كنا لا نزال نبني آمالاً كبيرة على ما وعدنا به الرئيس نبيه بري، منذ أسبوعين، بإقرار اقتراح القانون الرامي إلى دعم الدولار الطالبي. ونحن، هنا، نناشد الرئيس بري، وهو الذي يعلم ضيق الوقت، الدعوة إلى عقد جلسة للجان النيابية المشتركة للتسريع في إجراءات اقتراح القانون الذي يتأرجح بين الإهمال والتأجيل.
كما أننا نعبّر عن قلقنا على مصير هذا المشروع من مطلقي الشائعات التي تصدر عن حاكم مصرف لبنان تارة، وعن الصيارفة تارة أخرى، بأن الطلاب قد تقاضوا حقوقهم وآخرها ما أعلنه نائب نقيب الصيارفة محمد حلاوي في مقابلة تلفزيونية أسهب فيها في شرح «التقديمات» التي يؤمّنها للطلاب تنفيذاً للتعميم الرقم ٥ الصادر عن مصرف لبنان والذي يلحظ دعم الطالب بمبلغ 3500 دولار على سعر 3900 ليرة. ونؤكد أن كل ما صدر عنه منافٍ للحقيقة، والصحيح أن 10% من الأهالي فقط استفادوا من مبلغ لا يتعدّى الـ 600 دولار، وكان هؤلاء يُلزمون بالتوقيع على مستندات غير واضحة المضمون وبطريقة مذلّة. وأي اعتراض من الأهالي على تسلط الصيارفة كان يُواجه بالرد الجاهز: «إذا ما عاجبك الله معك وشوف غيرنا».
وبعد التدقيق تبين لنا بأن ما تبقّى من قيمة المبلغ يباع في السوق السوداء على حساب مستقبل أبنائنا. ومنذ شهرين تقريباً، وخلال اجتماعنا مع حلاوي، لمسنا منه تلاعب الصرافين بطريقة تنفيذ التعميم، متخذين منه مستنداً تشريعياً للسرقة. وقد نقلنا شكوانا إلى بيار كنعان، المستشار القانوني لحاكم مصرف لبنان، وطالبنا بتعيين لجنة تحقيق من التفتيش المركزي للتدقيق في مصير أموال الطلاب التي لم تُدفع. ونطالب القضاء اللبناني بوضع يده على هذا الملف الذي يحمل أكبر هدر للمال العام ويشكل سرقة موصوفة لحقوق طلابنا. ومن باب تحديد المسؤولية ستبادر الجمعية للعمل على تقديم شكوى قضائية لإنصاف الطلاب ومحاسبة كل من تجرّأ على التلاعب بالمال العام.

* جمعية أهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا