أعطت زيارة وزير الصحّة حمد حسن أمس إلى طرابلس، بعد 10 أيام على زيارته الأخيرة لها، مؤشّراً على حجم القلق الذي يحيط بالعاصمة الثانية من جرّاء تفشّي فيروس كورونا على نحو بالغ الخطورة، وخوفاً مبرّراً من الخطر الآتي في ما لو استمر التعاطي الرسمي والشعبي مع الفيروس على ما هو عليه اليوم من عدم المبالاة والاستخفاف.ولئن كان حسن يولي مدينة طرابلس اليوم أهمية قصوى، إلا أنه لم يحمل معه في زيارته الثانية سوى إغاثة رمزية هي عبارة عن 10 آلاف كمامة. فرغم حاجة المنطقة إلى دعم صحي عاجل، إلا أنها لم تتلق من الوزارة إلى الآن سوى القليل، وليس أقلها تجهيز المستشفى الحكومي بغرف إنعاش كافية وتزويده بأجهزة فحص مخبري pcr، إذ لا يوجد فيه إلا جهاز واحد قدمته بلدية المدينة. كما أنّه لا يضمّ إلا 32 سريراً مخصصاً للمصابين بالفيروس، وهي أسرّة لا تكاد تسدّ حاجات المصابين إلى الاستشفاء، فيما مساعدة «الأربعبن سريراً» التي قدمتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لم تكتمل بعد.
رئيس لجنة إدارة الكوارث في بلدية طرابلس جميل جبلاوي أكد «أنّنا قدّمنا خطة متكاملة للجهات المعنية لمواجهة الفيروس، لكنّ الروتين الإداري لم يجعلها تبصر النور»، مشيراً إلى أنّ «عدم إعداد أنفسنا جيداً في المرحلة الأولى، التي كان تفشّي الفيروس فيها قليلاً، جعلنا نقع اليوم في المحظور». وحذّر من أن المدينة «تقف اليوم بين نارين: نار عدم جاهزية الدولة وتقديم المساعدات اللازمة لها من أجهزة فحص ومختبرات وغيرها، ونار عدم التزام المواطنين بالتدابير والحجر الصحي، بسبب الوضع المعيشي الضاغط واستهتار كثيرين بخطر الفيروس».
دق جبلاوي ناقوس الخطر مع خروج طرابلس «من مرحلة الاحتواء والتعبئة العامة إلى مرحلة مناعة القطيع»، مؤكدا أنّ «عدد المصابين بالفيروس في طرابلس أكبر بكثير من المُعلن، لأنّه من أصل عينة من المصابين تقدّر بنحو 500 شخص، يوجد بين 40 و50 مصاباً، أي بين 8 و10%، وإذا أسقطنا هذا الرقم على سكان المدينة، فهذا يعني أنّ عدد المصابين فيها 40 ألفاً على الأقل، وليس 1200 كما تفيد إحصاءات وزارة الصحة».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا