بعد انتظار دام خمسة أيام، فُكّ، في ساعة متأخرة من ليل أمس، الحظر عن سفينة تاليا اللبنانية المحتجزة على شواطئ مالطا، بعد إنقاذها 52 مهاجراً ليبياً كادوا أن يغرقوا في عرض البحر. وصلت قوارب النجاة لتبدأ بإنزال المهاجرين الهاربين من الحرب الدائرة في ليبيا. وقد استغرقت السلطات المالطية كل هذه المدة من دون أن تفلح حملات التضامن الدولية من ناشطين وجمعيات دولية، رغم أن المهاجرين الذين جرى إنقاذهم يعانون نقصاً في الغذاء، وبعضهم مرضى جراء مكوثهم وقتاً طويلاً تحت أشعة الشمس. وبحسب المعلومات، فإنه أثناء قيام الباخرة التي تحمل اسم تاليا برحلة تجارية بين إسبانيا وليبيا، تلقّت نداءً من السلطات المالطية لإنقاذ قاربٍ يحمل مهاجرين ليبيين يغرق. توقّف قبطان الباخرة ليقوم أفراد الطاقم بإنقاذ المهاجرين الذين كانوا يستنجدون بهم. وجرى إسعاف المهاجرين، على أن يُصار إلى إنزالهم في أقرب مرفأ وفق القانون الدولي. وقد حُدِّد مرفأ إيطالي لكونه الأقرب، لكن السلطات الإيطالية رفضت، محذرة قبطان السفينة من دخول المياه الإقليمية. لذلك اتجه إلى مالطا بالتنسيق مع جهات حكومية وغير حكومية وجمعيات دولية لإنزال المهاجرين، إلا أن السلطات المالطية تراجعت. وفي اتصال مع المدير العام لشركة تاليا للشحن البحري ماجد عيد، قال لـ«الأخبار»: تلقّينا نداء من السلطات المالطية لنساعد مهاجرين يغرقون في البحر، لكن تبيّن أن قاربهم معطل وهم عالقون في عرض البحر من دون تموين. وذكر عيد أن السلطات المالطية أبلغتنا أن هناك بارجة في طريقها إلينا لنقلهم، ثم طُلِب منا تسليمهم إلى لمبدوزيا في إيطاليا، لكننا مُنعنا من دخول المياه الإقليمية الإيطالية. وأبلغنا أن هناك عاصفة قادمة. وانطلاقاً من أخلاقياتنا وحرصاً على حياتهم، أسعفناهم ونرفض أن نتركهم، علماً بأن هناك ١٥ مهاجراً مريضاً بينهم، ولا طعام لديهم».وكشف عيد أن مخزون الطعام نفد، وحالة المهاجرين الصحية لا تسمح باستمرار بقائهم على متن السفينة، قبل أن يكشف ليلاً عن حلّ الأزمة. وقد تداعى عدد كبير من الناشطين والجمعيات للتضامن مع سفينة تاليا، إلا أن وزارة الخارجية اللبنانية لم تحرّك ساكناً للتدخّل لمساعدة السفينة اللبنانية المحتجزة.