بداية نشكر حسن اهتمامكم بالقضايا الوطنية والاجتماعية، خصوصا في مجالات التعليم المختلفة. وقد تابعت في العدد الصادر بتاريخ 12/06/2020 مقالة للصحافية فاتن الحاج، فشعرت أن المؤسسة التي تتحدث عنها لا تشبه تلك التي أعمل فيها منذ أكثر ربع قرن، أعني ثانوية الكوثر التابعة لجمعية المبرات الخيرية.فقد أشارت الحاج في بداية مقالتها إلى شكوى بعض الأهالي من «ضغط نفسي» مارسته إدارة المدرسة على أبنائهم بتكثيف «الدروس عن بعد» خلال فترة التعطيل القسري، وتُوّج بقرارات «تجاوزت فيها ضوابط» وزير التربية طارق المجذوب بشأن إنهاء العام الدراسي والامتحانات. وهنا أريد التأكيد بأن طلابنا لم يتعرضوا يومًا لضغط نفسي، بل نحرص على تطبيق رسالة المؤسسة، الهادفة إلى بناء إنسانٍ متعلمٍ ومثقفٍ، واعٍ ومنتجٍ، منفتحٍ على قضايا العصر، يعطي الحياة قوةً حضورًا، ويشارك في صنع مستقبله ومستقبل بلده. فهل يستقيم هذا مع ضغط نفسي وإجبار على تلقي المعرفة؟ أما لجهة تجاوز ضوابط معالي وزير التربية، فقد سددت مديرة المدرسة السيدة رنا اسماعيل هذه المسألة باتصال الحاج معها.
كنت آمل أن تولي الجريدة اهتمامًا بالوجه الإيجابي المتميز الذي تتمتع به مؤسستنا، فنحن نعمل على رعاية الأيتام واحتضانهم ورعاية الحالات الاجتماعية الصعبة، وذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى الوطن، ونحرص على أن لكل من اليتيم والمعوق الحق في الحياة الكريمة، ولكل فرد في المجتمع قيمته واعتباره.
ومن غير الممكن أن تهدد مؤسسة إنسانية مشهود لها ولمن أطلقها بالإنسانية والخلق الكريم، بحرمان أي طالب من حقه الطبيعي بصرف النظر عن مستحقات مادية، وهي تؤمن العلم والاحتضان لمئات الطلاب الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، والمهمشين اجتماعيًا. أما بالنسبة للهيئة التعليمية، فهي «لا تجبرهم على المداومة»، بل يقوم الجميع بواجباتهم بكل إخلاص، وتقدر إدارة المؤسسة جهودهم، وتسدد رواتبهم كاملة، مع العلم أن العديد من المؤسسات التعليمية العريقة حسمت أو امتنعت عن دفع الرواتب لأساتذتها.

الدكتورة ندى مكي
أستاذة العلوم التربوية في جامعة العلوم والآداب اللبنانية (USAL)
عضو في لجنة الرياضيات لتحديث البرامج في مدارس وثانويات جمعية المبرات.