عند الثانية عشرة والنصف من فجر اليوم، اختُتمت رحلات الدفعة الثانية من إجلاء المُغتربين اللبنانيين التي افتُتحت في الثامن والعشرين من نيسان الماضي، بعدما حطّت الطائرة الآتية من لندن في مطار رفيق الحريري الدولي.أكثر من أربعة آلاف مغترب عادوا إلى لبنان، الأسبوع المنصرم، فيما من المُقرّر أن تستقبل البلاد، الأسبوع المُقبل، نحو 13 ألف مغترب وفق ما أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين قبل أيام.
وبحسب جداول الرحلات التي نُشرت أمس، فإنّ الرابع عشر من الجاري سيكون موعد تسيير أولى طائرات الإجلاء الذي سيستمر حتى الرابع والعشرين من الجاري، على أن تشمل هذه الدفعة دولاً جديدة لا تصل إليها طائرات شركة طيران الشرق الأوسط.
وكان لافتاً أن يُتّخذ قرار استئناف رحلات إجلاء الدفعة الثالثة بسرعة خلافاً لقرار إجلاء الدفعة الثانية الذي جاء بعد دراسة ونقاشات استندت إلى تقييم وضع الإصابات المسجلة في صفوف الدفعة الأولى وخصوصاً أن تسيير رحلات الدفعة الثالثة يأتي تزامناً مع مواصلة تسجيل الإصابات بفيروس كورونا في صفوف الوافدين على متن رحلات الدفعة الثانية.
يتزامن ارتفاع أعداد الإصابات في صفوف الوافدين مع الإلغاء التدريجي لإجراءات التعبئة العامة


وكانت وزارة الصحة العامة قد أعلنت ظهر أمس، تسجيل ست إصابات جديدة في صفوف الوافدين (حالات وافدة من ليبيريا، سيراليون،فرنسا والمملكة العربية السعودية)، فيما سجلت ست حالات بين المُقيمين (ثلاثة منها كان قد أعلن عنها ليل أول من أمس مُستشفى رفيق الحريري الحكومي) جميعها من المُخالطين. وعليه أُقفل العدّاد، ظهر أمس، على 796 حالة، قبل أن يُعلن مُستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي مساءً تسجيل إصابة جديدة واحدة من أصل 250 فحصاً مخبرياً، من دون أن يتم تحديد إذا ما كانت الإصابة تعود لحالة وافدة أم مُقيمة في لبنان ليُقفل العدّاد على 797 حالة.
و فيما سُجلت حالة وفاة جديدة ليرتفع عدد الوفيات الى 26 حالة، وصل عدّاد الشفاء إلى 223 حالة، ليُصبح عدد المُصابين فعلياً 547 شخصاً.
ولئن كان الوضع الاقتصادي والصحي الحرج لبعض المغتربين يُشكّل دافعاً أساسياً ومُقنعاً لإجلاء المزيد من اللبنانيين، فإنّه لا يلغي ضرورة التأني ورفع منسوب الحذر وانتظار تقييم الواقع الوبائي. وفيما يتردد بأن موعد فتح المطار سيكون في الثامن من حزيران المُقبل، تطرح تساؤلات تتعلق بسبب عدم تأجيل استئناف رحلات الدفعة الثالثة أسبوعاً واحداً إضافياً بالتزامن مع عودة حركة الملاحة الجوية.
ولعلّ ما يزيد منسوب الحذر الحاصل جراء تواصل ارتفاع أعداد المُصابين في صفوف الوافدين هو تزامنها مع الإلغاء التدريجي للحظر ولإجراءات التعبئة العامة ما يُشكل خطراً على صعيد إعادة ارتفاع الإصابات.