أيام قليلة تفصل عن موعد انتهاء إجراءات التعبئة العامة التي أُعلنت قبل سبعة أسابيع. ورغم أن خطوات استئناف الحياة الطبيعية بدأت قبل نحو أسبوع واستكملت، أمس، مع تطبيق المرحلة الثانية من إعادة فتح بعض المؤسسات الصناعية والتجارية، إلّا أن مصير فتح المطار لا يزال مُعلّقاً بالقرار الذي ستتخذه الحكومة في جلستها اليوم.القرار ستحدده التقارير والأرقام التي سترفع الى مجلس الوزراء حول أعداد الإصابات والواقع الوبائي للفيروس، والذي يُتوقع أن تتضح ملامحه مطلع الأسبوع المُقبل، مع ظهور نتائج فحوصات العينات العشوائية التي أخذت من المناطق، ومع انتهاء المرحلة الثانية من إجلاء المُغتربين الخميس المُقبل، فيما تواصل وزارة الصحة متابعة الوافدين وإخضاعهم للفحوصات بهدف رصد الإصابات المتوقعة بينهم.
وكانت الوزارة أعلنت، أمس، تسجيل ثلاث إصابات جديدة في صفوف هؤلاء (حالتان وافدتان من ساحل العاج وثالثة من نيجيريا من بين 628 فحصاً)، فيما لم تُسجّل ظهراً أي إصابة جديدة في صفوف المُقيمين (من بين 520 فحصاً). إلّا أن مُستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي أعلن لاحقاً تسجيل إصابتين جديدتين من بين 55 فحصاً أجريت داخل المُستشفى. وبذلك، يكون عداد كورونا قد أقفل ليلاً على 742 إصابة، 52 منها تعود لوافدين، فيما وصلت حالات الشفاء إلى 205 حالات، ما يجعل عدد المُصابين الفعليين 512.
وفيما لا تزال هذه الأرقام تعكس تفاؤلاً يتطلب الكثير من الحذر، لا تزال صرخة المغتربين اللبنانيين تعلو طلباً للعودة إلى لبنان على اعتبار أنه «آمن» أكثر من العديد من البلدان. وانطلاقاً من أن هناك «آلافاً من اللبنانيين ممن يريدون العودة بسبب ظروفهم التي يجب أن نقدّرها»، أوصت لجنة الشؤون الخارجية والمُغتربين النيابية، أمس، باعتماد ما سمّته «فيزا صحية». واقترحت إجراء فحوصات pcr للمغتربين في الدول التي تعاقدت السفارات اللبنانية فيها مع مختبرات معترف بها لإجراء الفحوصات، «وكل مواطن موجود في الخارج تكون نتيجة فحوصاته سلبية له الحق في أن يصعد إلى الطائرة»، بحسب رئيس اللجنة ياسين جابر. وأضاف: «عندما نبدأ بالتخفيف من الفحوصات في تلك العواصم، نستطيع أن نزيد عدد الركاب الذين سيأتون من الدول التي تعاني من نقص في فحوصات الـpcr». وأكدت اللجنة أنها لا تطالب بفتح المطار بالكامل قبل أن تنتهي خطة الحكومة (...) «ولكن حان الوقت لنتقدم خطوة جديدة إلى الأمام من خلال الاقتراح الذي أوصت به اللجنة، ونأمل أن تعتمده الحكومة».
وفيما تلقّى لبنان أمس هبة إيرانية تضمّنت أجهزة تنفس صناعية (ventilators) وكمية من فحوص التشخيص (pcr) ومُستلزمات الحماية الطبية، بدأت أمس المرحلة الثانية من الفتح التدريجي للمؤسسات الصناعية والتجارية، وتتضمن إعادة فتح المطاعم طيلة أيام الأسبوع من الخامسة صباحاً حتى التاسعة مساءً، على أن لا يتعدى عدد الزبائن 30% من قدرتها الاستيعابية، ومع التشديد على عدم تقديم النرجيلة تحت طائلة إقفال المكان.
أوصت لجنة الشؤون الخارجية النيابية باعتماد ما سمّته «فيزا صحية»


كذلك سُمح لمعارض السيارات ومحال بيع قطع السيارات بإعادة الفتح بين الثامنة صباحاً والخامسة عصراً طيلة أيام الأسبوع. ومن المهن الحرة، سُمح لحلاقي الرجال بالفتح أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء لقص الشعر وفق مواعيد محددة سابقاً، من الثامنة صباحاً حتى الخامسة عصراً، فيما سُمح لحلاقي النساء بالفتح أيام الخميس والجمعة والسبت لقص الشعر وتقليم الأظافر فقط وفق مواعيد محددة مُسبقاً من الثامنة صباحاً حتى الخامسة عصراً. كما سُمح بالتجول على الكورنيش البحري من الخامسة صباحاً حتى السابعة مساءً. وفرض التعميم الصادر عن وزارة الداخلية والبلديات على أصحاب المهن الحرة ارتداء الكمامات التي تغطي الأنف والفم والتقيّد بالإجراءات الوقائية وخطوات التباعد الاجتماعي، فيما أُبقي على المقاهي والأندية الرياضية والملاعب الداخلية والخارجية مُقفلة إلى المرحلة المقبلة التي ستلي العاشر من أيار الجاري.
في هذا الوقت، تواصل الفرق الصحية التابعة لوزارة الصحة العامة جولاتها الميدانية على المناطق لإجراء المسح الميداني وإخضاع عينات عشوائية للفحوصات من أجل تحديد الواقع الوبائي لجائحة كوفيد 19. وعليه، تتجه الفرق اليوم إلى قضاء المتن الشمالي، وتحديداً بلدات ضهور الشوير وبكفيا والخنشارة، على أن تستهدف الفحوصات عيّنات من الذين خالطوا الحالات المُصابة أو ممن يعانون من عوارض تنفسية وجيوب أنفية وأمراض تحسّسية صدرية أو ممن يكونون في ميدان عملهم على تماس دائم مع غيرهم.
وفي السياق نفسه، باشر طاقم طبي من مُستشفى رفيق الحريري الجامعي، أمس، تحت إشراف وزارة الصحة العامة وبالتنسيق مع الطاقم الطبي في «جمعية بيروت للتنمية»، حملة إجراء فحوصات الـpcr بشكل عشوائي في مدينة بيروت، على أن تستمر الحملة في الأيام المُقبلة، وتشمل مختلف أحياء العاصمة.