تنطلق اليوم المرحلة الثانية من إجلاء من يرغب من المغتربين اللبنانيين في إطار خطة الحكومة لمواجهة «كورونا». 40 رحلة من 29 بلداً ستنقل 4209 لبنانيين سجلوا أسماءهم في السفارات للعودة، بين اليوم والثامن من أيار المقبل. الرحلات المنتظرة تشكل، على نحو مبدئي، الفرصة الأخيرة للخلاص من جحيم كورونا، ولا سيما من البلدان الأوروبية الموبوءة وأفريقيا. لذلك، وبرغم أسعار التذاكر المرتفعة التي فرضتها شركة طيران الشرق الأوسط، تزاحم اللبنانيون لحجز مقاعدهم. إلا أن انتقادات عدة طاولت بعض طواقم السفارات ومن خلفهم وزارة الخارجية والمغتربين و«ميدل إيست» على خلفية اختيار الدول وأسماء الركاب تبعاً للوساطات.«الأخبار» حصلت على نسخ من عريضتين وجّههما عدد من فاعليات الجالية اللبنانية في غانا إلى رئيس الحكومة حسان دياب ووزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي عبر سفير لبنان في أكرا ماهر خير. عريضة «الخارجية» طالبت بتخصيص رحلة ثانية إلى غانا، تضاف إلى رحلة التاسع من نيسان التي نظّمت ضمن المرحلة الأولى من الإجلاء ولم يسجل فيها أي إصابة بكورونا. ولفتت إلى وجود 300 حالة طارئة تحتاج عاجلاً للسفر إلى لبنان في مقابل 600 شخص سجلوا أسماءهم للعودة، علماً بأن عدد المسجلين عقب الإعلان عن خطة الإجلاء ارتفع إلى أكثر من 3 آلاف، قبل أن ينخفض بسبب ارتفاع أسعار التذاكر التي فرضتها «ميدل إيست» لرحلات أكرا وسائر دول أفريقيا. هذه الأسعار شكلت مضمون العريضة الثانية التي وجهت إلى دياب وتضمنت عرضاً جرى بحثه بين الجالية وشركة الطيران المصرية في محاولة لاستخدام خطوط طيران غير «ميدل إيست» التي تحدث رئيس مجلس إدارتها محمد الحوت عن ضغط لإجلاء كافة المغتربين. واللافت بحسب العريضة أن العرض الذي قدمته «مصر للطيران» نص على استخدام طائرة تسع لـ 300 شخص كسعة كاملة و165 شخصاً كسعة شبه كاملة بعد اتخاذ إجراءات الوقاية.
قدّمت «مصر للطيران» عرضاً لنقل الركاب من غانا بنصف أسعار «ميدل إيست»

وحددت الشركة سعر التذكرة على الدرجة السياحية بـ 1200 دولار وعلى درجة رجال الأعمال بـ 2500 دولار في مقابل 1800 دولار و3900 دولار على التوالي لـ«أجنجة الأرز». عضو لجنة الطوارئ في الجالية اللبنانية في غانا علي طالب أوضح لـ«الأخبار» أن العريضة الموجهة إلى «الخارجية» وصلت في 20 نيسان الجاري «من دون أن نحصل على جواب. فيما نصحنا بعدم إرسال العريضة الثانية لكي لا ترتدّ سلباً علينا وتحرمنا من تخصيص رحلة ثانية. لكننا فوجئنا عند نشر جدول الرحلات بتغييب أكرا». واعتبر طالب أن «اختيار الدول يرتبط بأسباب ليست محصورة بالحاجة والحالات الطارئة».
على صعيد متصل، تلقت «الأخبار» مناشدة من صبية «محاصرة» في البحرين التي سافرت إليها في شباط الماضي للعمل في فندق قبل أن يقفل بعد شهر واحد بسبب انتشار كورونا ويفسخ العقد معها. ومنذ أكثر من شهر، تعاني من ظروف سيئة بسبب عدم قدرة أهلها على تحويل الأموال إليها بعدما أوشكت نقودها على النفاد. الصبية تواصلت مع السفارة اللبنانية في البحرين «التي لم تعط سبباً واضحاً عن سبب إلغاء الرحلة التي كانت مقررة ضمن مرحلة الإجلاء الثانية». فيما ترددت معلومات بأن السبب هو عدد الركاب المحدود الذي رغب في العودة (80 شخصاً)، علماً بأن رحلة كازاخستان المقررة في 2 أيار المقبل سيكون على متنها 30 راكباً بحسب الجدول الذي وزعته اللجنة الوزارية المكلفة بالإجلاء.
مخاوف من معايير اختيار الأسماء، كانت شائعة بين معظم الجاليات المعنية بـ«الإجلاء 2». وبرغم أن من يختار الأسماء وزارتا الخارجية والصحة و«ميدل إيست»، سرت شائعات في المرحلة الأولى من عملية الإجلاء حول إمرار أسماء على حساب أخرى بعد وساطات.