لم تنته «المفاوضات» بين وزارة الاقتصاد والتجارة وكارتيل أصحاب الأفران والمخابز إلى نتيجة تذكر. فبعد يوم طويل من النقاشات التي خصصت لوضع دراسة لكلفة رغيف الخبز، آل الأمر إلى تأجيل البحث حتى يوم غدٍ الجمعة. وفي انتظار الموعد المحدد، طلب الوزير راوول نعمة من هؤلاء تهدئة «الجبهة» والسير بسعر ربطة الخبز زنة 1000 غرام كما المعتاد، أي 1500 ليرة، بانتظار القرار النهائي.إلى الآن، لا أجواء عمّا يمكن أن يكون عليه القرار بانتظار استكمال البحث. وإن كان أصحاب المخابز والأفران قد خرجوا من اللقاء الأول، ما بعد عاصفة السادس عشر من الجاري، بروح إيجابية. المنحى الإيجابي مردّه إلى أن معطيات الدراسة التي يُعدّها هؤلاء ومديرية الحبوب والشمندر السكري توحي بـ«التفاؤل»، على ما يقول نقيب أصحاب الأفران والمخابز في الشمال، طارق المير. بحسب الأخير، يجري العمل في الاجتماعات على تحديد تكاليف كيلو الخبز على أساس سعر صرف 3100 ليرة لبنانية، وقد «بلغت الكلفة 1384 ليرة إلى الآن، من دون احتساب الربح». وفي مقابل هذا الطرح - غير النهائي بطبيعة الحال - يجري تداول طرح آخر له علاقة بالتسعير داخل الفرن وخارجه في محال البيع، إذ ثمة من يقول إن «إحدى الأفكار المطروحة أن يكون سعر ربطة الخبز الأبيض داخل الفرن 1250 ليرة وخارجه في محال البيع 1500 ليرة». وفي هذا الإطار، يشير رئيس جمعية حماية المستهلك، زهير برو، الى أن هذا الطرح من شأنه فتح المجال أمام المواطنين لتقرير خياراتهم، كما يسمح ببروز أفران جديدة في المناطق تخفف من الاحتكار. وإذ يرى برو أن هذا الطرح «جيد»، إلا أن الأفضل ليس تثبيت السعر، بقدر ما هو العمل «على وضع جدول تسعير كي لا تتكرر الأزمة في كل مرة».
من الأفكار المطروحة بيع ربطة الخبز داخل الفرن بـ 1250 ليرة

أضف إلى ذلك، ثمة جانب آخر من الأزمة يجري تغييبه يتعلق بعمل المطاحن وكلفة الطحن وتحديد الأرباح، فهنا «تكمن الحلول الأولى للمشكلة». من هنا، يدعو برو إلى طرح القضية جدياً، خصوصاً من ناحية الأرباح والاحتكار، كما من ناحية تحديد مواصفات جديدة للطحين تعفي المخابز من إضافة السكر.