لم يفهم الطلاب اللبنانيون المُقيمون في إيطاليا، حتى الآن، الآلية التي أُدرجت على أساسها أسماء من تمّ إجلاؤهم في الدفعة الأولى من رحلات العودة إلى لبنان. تقول مصادر هؤلاء إنّ الإعلان عن «مجانية» الرحلة جاء قبل موعد انطلاق الطائرة بأيام، في وقت كان الكثير من الطلاب يعتقدون بأن عليهم تكبّد أسعار بطاقات التذاكر المرتفعة جدّاً، «فيما تمّ التلاعب بالأسماء وفق استنسابية غير مفهومة». ويروي، مثلاً، تكبّدت إحداهن عناء الانتقال من سكنها في منطقة بعيدة إلى روما قبل أن تُبلّغ في اللحظات الأخيرة بأن اسمها ورد بين العائدين عن طريق «الخطأ»!الاتهامات بـ«الاستنسابية» تطاول سفيرة لبنان في روما ميرا الضاهر التي تدخّلت «في الأسماء بالتعاون مع أحد المُحزّبين بعيداً من المعايير المعلنة»، وفق أحد الطلاب الذي تواصل مع «الأخبار»، مُشيراً إلى أن السفيرة «تركت زمام الأمور لأشخاص لا صفة رسمية لوضع أسماء المحسوبين عليهم، وأقفلت هاتفها فور تحديد موعد الرحلة».

(هيثم الموسوي)

وينسجم ذلك مع إشارة مصادر في «جمعية أصدقاء لبنان في إيطاليا» إلى أن السفيرة رفضت التنسيق بشكل جماعي مع وفد الجمعية وفضّلت اللقاء بشكل فردي مع أعضائها «تجنباً للعمل المؤسساتي الذي كانت تقوم به الجمعية». وأشار بيان أصدره طلاب لبنانيون في إيطاليا إلى أن السفيرة أوكلت مهمة توزيع المساعدات المُخصصة للطلاب إلى «شخص لا يملك صفة رسمية ما يُسبب إحراجاً لكثير من الطلاب الراغبين بطلب المساعدات المالية»، متسائلاً عن «شفافية» الإعلان عن آلية التوزيع وعن «مصير» المُساعدات التي لم تصل بعد، علماً بأن هناك نحو 180 طالباً لبنانياً «بأمسّ الحاجة إلى مُساعدات بسبب فقدان بعضهم لوظائفهم فيما يعجز بعضهم الآخر عن الحصول على التحويلات المالية من ذويهم». البيان طرح جملة من التساؤلات بشأن ورود أسماء لأشخاص بين العائدين في رحلة الإجلاء تتجاوز أعمارهم الـ35 عاماً فيما المعيار الأساسي يعطي الأولوية للأصغر سناً، مُضيفاً: «على من كانت نفقة الرحلة؟ غالبية المصادر تقول إنها كانت مجانية ومقدّمة من مؤسسة الوليد بن طلال، فلماذا طلبتم من بعض الأشخاص 960 يورو سعراً للتذكرة وعندما عبّروا عن عدم قدرتهم على دفع التذاكر تم إبقاؤهم؟».
الرحلة المجانية حملت 16 مسافراً من غير الطلاب؟


وبما أن الحديث عن موعد الرحلات المُقبلة يتركّز على الأولوية للطلاب، يتساءل طلاب إيطاليا عمّا إذا كان سيٌحفظ 16 مقعداً مجانياً للطلاب في الرحلة المُقبلة بعدما سافر 16 شخصاً من غير الطلاب على متن الرحلة الأولى المجانية، مُطالبين بـ«لائحة شفّافة بالأشخاص الذين كانوا على متن أول طائرة، وأسماء الأشخاص الذين ستشملهم الرحلات المقبلة مع تاريخ ميلادهم». وختم البيان بالتساؤل: «لماذا لا يتم التواصل بصورة رسمية ودائمة مع الطلاب؟ لماذا تنتظرون مقالاً أو مقابلة تلفزيونية أو «بوست» أو اعتراضاً على الفيسبوك لتتواصلوا مع الطلاب؟ ولماذا كل رسائل السفيرة تصل إلى الإعلام والمواطنين في لبنان قبل أن تصل إلى الجالية هنا».



... وطلاب جورجيا يضربون عن الطعام
أعلنت جالية الطلاب اللبنانيين في جورجيا بدء الإضراب عن الطعام، اليوم، احتجاجاً على عدم إدراج جورجيا على لوائح الإجلاء، ونتيجةً لـ «الإحساس بالنبذ والإهمال واللامبالاة من قبل الدولة اللبنانية تجاهنا وتجاه أوضاعنا». وأدان الطلاب في البيان الصادر عنهم «تجاهل الحكومة اللبنانية لمطلب تحويل الأموال بسعر الصرف الرسمي»، لافتين إلى الأوضاع الاقتصادية التي يمرون بها «فضلاً عن اقتراب موعد بدء شهر رمضان الكريم». وأشار البيان إلى أن الإضراب سيستمر حتى إدراج إجلاء الطلاب اللبنانيين في لوائح العائدين على رحلات المرحلة الثانية من إجلاء المغتربين التي تبدأ في السابع والعشرين من الشهر الجاري.