الإمكانات المحدودة لا تتناسب مع سرعة انتشار الفيروس بين اللبنانيين في تلك البلاد. في أبيدجان يُقدّر عدد المصابين حتى الآن بأكثر من 200، معظمهم يفضلون تلقي العلاج في منازلهم بسبب تردي مستوى الخدمات الطبية في المستشفيات. المخرج الوحيد أمامهم العودة إلى لبنان إما للعلاج أو لوقاية من لم يُصب بعد.
رئيس غرفة التجارة والصناعة اللبنانية في ساحل العاج الطبيب جوزف خوري دق أوضح لـ«الأخبار» أن السفارة اللبنانية بالتنسيق مع الجالية طلبت من وزارة الخارجية رفع عدد الرحلات المخصّصة لأبيدجان إلى أربع رحلات بمعدل رحلة أسبوعياً، لكن الاقتراح لا يزال قيد الدرس في بيروت. علماً بأن عدد المسجلين الراغبين بالعودة تخطّى الستة آلاف. ووفق مصدر دبلوماسي في إحدى البعثات في أفريقيا، فإن أكثر من بعثة راسلت الوزارة مقترحة «فتح مطار بيروت الدولي لأسبوع أمام حركة الطيران العادية اللبنانية وسواها، ليتمكن من يرغب من العودة وبالسعر الذي يناسبه».
الخارجية: يمكن استقبال أي طائرة خضع القادمون فيها لفحوصات pcr قبل مجيئهم
مدير مكتب وزير الخارجية والمغتربين هادي هاشم أوضح لـ«الأخبار» بأن «جدول الرحلات تحكمه موافقة مجلس الوزراء. أما اختيار البلدان فيحكمها عدد المسجلين الراغبين بالعودة، ما يفسر تكرار رحلات من بعض البلدان أكثر من غيرها». اقتراح رفع رحلات أبيدجان وصل إلى بسترس، و«هناك بالتأكيد نية لزيادة عدد الرحلات»، عازياً سبب «التردد بتحديد الرحلات في البداية إلى الحديث عن انتشار واسع للمرض». هاشم قال إن قرار فتح المطار بيد الحكومة، لكنه لفت إلى أن الـ«ميدل ايست» قادرة على خدمة كل الرحلات «لأن لا عمل آخر لديها هذه الأيام وأسطولها كافٍ». أما في ما يتعلق بإعطاء الشركة الحصرية فهو «شأن الحكومة لا الوزارة» مشدداً على «أننا مستعدون لاستقبال أي طائرة من خارج الكوتا في حال كان البلد الذي سيأتي منه المغتربون يُجري فحوصات pcr كما يحدث مع القادمين من بريطانيا مثلاً». كما أشار إلى معيار آخر لتحديد الرحلات مرتبط بالإمكانات اللوجستية، إذ أن «بعض مدرجات مطارات البلدان الأفريقية غير مجهّزة لاستقبال الطائرات الكبيرة. وهو ما حدث في كوتونو على سبيل المثال، التي كانت مدرجة ضمن الرحلات قبل أن يتبين بأن مدرجها قصير». هذا في بلدان الاغتراب. أما في لبنان، فينتهي دور الخارجية عند إقلاع الطائرة ليبدأ دور وزارة الصحة التي «وحدها يمكنها تحديد عدد العائدين ربطاً بإمكانات إجراء فحوصات الـ pcr في المطار».