إطلاق سراح العميل عامر الفاخوري، بضغوط من الولايات المتحدة الأميركية، ثمّ انتهاك السيادة اللبنانية ونقله على متن طوافة عسكرية أميركية خارج البلد، دفعت جزءاً من السياسيين والمواطنين إلى تحميل حزب الله مسؤولية هذه «التهريبة». على مدى أيام، شُنّت على حزب الله حملات، بعضها «بريء» دافعه «الحرص على المقاومة»، والبعض الآخر «خبيث» يندرج في إطار المعركة الكُبرى ضدّ المقاومة. فوجد الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصرالله أنّه من الواجب توضيح «بعض الأخبار التي كانت غير دقيقة وأدّت إلى تشويه الصورة لدى الرأي العام». السبب الثاني الذي دفع نصرالله للظهور الإعلامي، هو «التوجّه إلى جمهور المقاومة لأنّه المستهدف الأول منذ سنوات، ويتم العمل على صبره، والتزامه، وإيمانه، وثقته. وأغلى ما بين المقاومة وجمهورها هي هذه الثقة». فكانت له حصّة من رسالة الليلة. قدّم نصرالله الوقائع المرتبطة بالقضية، موضحاً موقف حزب الله، خاتماً حديثه بالتشديد على الالتزام بإجراءات الوقاية في مواجهة وباء «كورونا».
في ما يلي أبرز ما ورد في كلمة الأمين العام لحزب الله:
- أقول، بشكل قاطع، إنّه لا علم لنا بوجود صفقة خلف إطلاق العميل، بل ما نعلمه هو عدم وجود صفقة.
- منذ بداية اعتقال العميل فاخوري، منذ ستة أشهر، بدأت ضغوط أميركية قوية على المسؤولين في الدولة: قضاة، مؤسسات أمنية وعسكرية، وكلّ من يمكن أن يكون مؤثراً لإطلاق سراح العميل، من دون قيد أو شرط.
- وُجّهت تهديدات مُباشرة إلى كل من يُعيق إطلاق سراح العميل بوضعه على لائحة العقوبات، ووقف المساعدات للجيش اللبناني، وفرض عقوبات اقتصادية ومنع دول العالم من تقديم مساعدات للبنان.
- كان الأميركيون يتجاوزون أنّ الفاخوري قاتل وسفّاح وعميل، وهناك دعاوى شخصية من أسرى وأشخاص ارتكب بحقهم جرائم.
- كلّ ما يعنيهم أنّه مواطن أميركي، حتى ولو كان مُجرماً سفّاحاً.
- بعض القضاة صمدوا ويجب أن يُقدّروا، وهناك قضاة خضعوا واستسلموا وقرروا إسقاط التهم وإخلاء السبيل.
- الجانب الإيجابي أنّ القضاء صمد 6 أشهر.
- مع ازدياد الضغوط والتهويل، كان بعض المسؤولين في الدولة يدرسون ماذا يُمكن أن نعمل. وأكثر من جهة مسؤولة ناقشت معنا تهديدات الأميركيين وسألت بهدوء ومن دون إحراج إن كان هناك من مخرج للملف.
- كان الجواب دوماً أنّ ما يريده الأميركيون، أمر سيّئ جداً وخطير، وسيفتح أبواباً خطيرة على لبنان ليفرض الأميركي كل ما يريده في المستقبل.
- في المتابعة القضائية، سُئلنا رأينا، وأُبلغنا وجود ضغوط كبيرة. أجبت شخصياً وكنت واضحاً، بأنّها قضية سيادية وأخلاقية ومقاومة.
- كنا قد أُعلمنا بعدم انعقاد المحكمة وعدم صدور القرار، ولكن حين صدر كنت أنا واحداً من الذين سمعوا الخبر عبر وسائل الاعلام.
- حصلت جهود متنوعة لمنع سفر العميل وتمييز الحكم، وإعادته إلى المحاكمة القضائية.
- حاول الأميركيون إحضار طائرة خاصة، ولكنّ الجهات الأمنية التزمت بعدم ختم جواز السفر ومنع السفر.
- نحن رفضنا إسقاط التهم، وكنا نُصر على الحكم العادل، وسعينا لذلك. لم نغضّ النظر، ولم نُظهر أي علامة تفهّم أو رضى. فنحن أحد أولياء الدم.
- نعم يُمكن أن تتخذ المحكمة العسكرية قرارات من دون علمنا. وأجزم بأنّ حزب الله وحركة أمل لم يكن لهما علم بانعقاد جلسة هيئة المحكمة العسكرية.
- هناك شُبهة أن السلطة في لبنان بيد حزب الله. معقول؟! المؤسف أنّ بعض من هو صديق يُصدّق ذلك.
- لا الحكومة ولا الدولة ولا القضاء ولا الأجهزة الأمنية تابعة لحزب الله، بل نحن قوة سياسية لها حضورها وتأثيرها، نلعب دوراً إقليمياً ولكن محلياً هناك قوى أقوى من حزب الله.
- من يُحمّلنا مسؤولية في إخراج الفاخوري، يكون مُصراً على أن يكون في جبهة العدّو والخصم.
- 7 أيار لم يكن من أجل مدير جهاز أمن المطار، بل لأنّ الحكومة قرّرت نزع جهاز الإشارة الخاص بالمقاومة وطلبت من الجيش والقوى الأمنية تنفيذ ذلك بالقوة. هل يستحق عامر الفاخوري 7 أيار وصداماً مع القوى الأمنية والجيش المولجة بحمايته؟
- إذا أسقطنا الحكومة هل يعود الفاخوري إلى خلف القضبان؟ هل هذا هو المطلوب في هذا الزمن؟
- لا نعمل بمزاج أو انفعال أو إحراجات. نحن حزب للمقاومة ولنا قضية وأصول ومبادئ ورؤية ونظام أولويات. هذا حزب مؤسسة، نُناقش وحيث هناك مصلحة للشعب والبلد نُقدم على ذلك.
- لا يفترض أحد أنّه بالهجمة والإحراج والشتائم يُمكن أن يُحرجنا فيأخذنا إلى خيارات غير متناسبة مع المسؤولية والأولويات.
- بدل توجيه الغضب إلى الجلّاد الأميركي، الذي اعتدى على السيادة، يُوجّه الغضب صوب الضحية.
- قضية الفاخوري لا تعني أنّ أميركا مُهيمنة على لبنان، والدليل وجود قضاة شرفاء وجهاز أمني رفض إخراجه عبر المطار.
- الأشرف كان أن يستقيل رئيس وأعضاء المحكمة العسكرية، عوض إصدار القرار، ولكنني لم أحكم عليهم، وأقول فلتُشكّل لجنة تحقيق لِفَهم حيثيات الموضوع.
- نقول للأصدقاء إنّنا لا نقبل التشكيك وتخوين المقاومة. هذا أمر غير مقبول، كما شتيمتنا. ومن يتجاوز الحدود فليخرج من دائرة صداقتنا أو حلفنا.

الشقّ الثاني من الحديث، خصّصه نصرالله للحديث عن ملفّ «كورونا»، فطلب:
- التشدّد في الإجراءات، لأنّه في الأيام الماضية تساهل الناس بعض الشيء.
- ضرورة العزل والبقاء في المنازل، إلا للحالات الضرورية.
- فلتتخذ الحكومة القرار التي تجده مناسباً، إن كان بالحجر على بعض المناطق أو غيره. ومن المُعيب أن يتمّ التعاطي مع الموضوع وفق قاعدة 6 و6 مكرّر.
- فلتجد الحكومة المخارج لمشكلة الاكتظاظ في السجون. ونحن نؤيد العفو العام رغم أنّنا نعرف أنّه مُعقّد.
- توجد مناطق في العالم تتعرض لظلم عنصري في ما خصّ «كورونا»: قطاع غزة، اليمن وإيران. هذه حرب ضدّ الإنسانية