بعد أسبوعين على «دخول» فيروس «كورونا» لبنان، «رسمياً»، تكثّفت الإجراءات والتدابير الوقائية للحماية من العدوى المستجدة. وهي توزّعت ما بين نشرات وزارة الصحة، شبه اليومية، وما تتخذه لجنة «متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا»، من توصيات ترسلها تباعاً إلى الوزارة الصحة. صحيح أن الفيروس لم يصل، بعد، إلى حدّ يمكن معه وصف المجتمع اللبناني بـ«الموبوء»، خصوصاً أن مجمل الإصابات المسجّلة لا تزال تصنّف ضمن «الحالات المستوردة، ولم يصبح الفيروس محلياً بعد»، بحسب الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري، إلا أن الوضع يستوجب خططاً متلاحقة للوقاية في ما لو خرج الفيروس من إطار الاحتواء إلى الانتشار، خصوصاً في ما يتعلق بالمواجهة في الأماكن والدوائر العامة ومواقف السيارات ووسائل النقل والمطاعم ومدن الألعاب وغيرها من أماكن التجمعات. ففي وقت تدرس فيه لجنة المتابعة خيارات المواجهة وفق معيار «الأولوية»، إلا أنها تبقى إجراءات تتخذ صفة «المباشر».وفي إطار تلك المباشرة، يلفت نقيب صيادلة لبنان، غسان الأمين، إلى أن أول علاج في إطار المكافحة هو الوقاية المتمثلة بالدرجة الأولى في «النظافة الشخصية»، من غسل اليدين بالماء والصابون واستعمال «السائل المعقّم بطريقة مدروسة»، أي «بعد مصافحة أشخاص آتين من بلد موبوء أو مصابين بالإنفلونزا وغيرها من الحالات الطارئة»، ولكن من دون «استخدام مفرط لعدّة الوقاية»، من كمامات وسوائل معقمة وغيرها، لأن «استخدام هذه السوائل بكثرة يقتل البكتيريا الجيدة». أما الكمامات فلا داعي لاستعمالها إلا «للمصابين بالكورونا أو بالإنفلونزا والمشتبه في إصابتهم لحماية من حولهم». وفي ثالث إجراءات التوعية، وهي جزء أساس من عدّة المواجهة، خصوصاً في ما يتعلق بالاختلاط وضرورة تجنب الزيارات قدر الإمكان و«بقاء كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة وأمراض تنفسية في البيت قدر الإمكان».
رئيس دائرة الطب الداخلي في الجامعة الأميركية، جاك مخباط، يؤكد أن هذه إجراءات مطلوبة في «كل الحالات والأوقات وليس حصراً بالكورونا»، من طريقة العطس أو السعال، التي يفترض «ألا تكون بتغطية الفم والأنف باليد بل بمنديل ورقي أو بتغطيتهما بأكمام القميص»، وتجنب التقبيل والمصافحة وتخفيف التنقل.
في الإجراءات الأشمل، يضع الدكتور مازن السيد، الاختصاصي في طب الطوارئ وفي الادارة الطبية لأنظمة الطوارئ والإسعاف سلسلة اقتراحات، منها «المساعدة في نشر مواد التوعية بشكل مجاني ومستمر على جميع القنوات التلفزيونية ومنصات التواصل، ونشر الوعي لا التهويل للالتزام بالإرشادات الطبية ومراقبة أسعار المنتجات الوقائية وعدم الاتجار بها...».
لا تتوقف سلسلة الإجراءات الضرورية عند هذا الحد، إذ المطلوب - في إطار التوعية المجتمعية - أن تصبح الإجراءات أشبه بالممارسة الحياتية اليومية. اليوم، ومع كورونا، يمكن الحديث عن تدابير «إكسترا» تتعلق ببعض الأماكن التي لا تزال خارج «الحماية»، منها مثلاً مقاهي اللعب والنرجيلة. فقد انتشرت في الآونة الأخيرة إعلانات لبعض تلك المحال تتحدث عن «تعقيم النراجيل على درجة 60 مئوية». ليس مفهوماً ماذا تعني تلك الإجراءات، خصوصاً في ظل آراء تشير إلى أن «الفيروس ينمو في هذه الأماكن بشكل كبير»، على ما يقول مخباط، مشيراً إلى أن بعض رواد المقاهي يعمدون اليوم إلى إحضار «نرابيش» نراجيلهم معهم، من دون احتساب أن «الفيروس يمكن أن يكون موجوداً في النرجيلة نفسها».


احذروا المصاعد و«مسكات» الأبواب
في ما يأتي بعض الإجراءات الصادرة عن مدير المركز الصحي التابع للجامعة اللبنانية الدكتور إيلي حدشيتي:
• في الأماكن العامة
- تفادي لمس الأسطح باليدين، وفي حال تم ذلك يفضل غسل اليدين بالماء والصابون أو بمطهر كحولي.
- تفادي المصافحة والتقبيل والاختلاط، خصوصاً مع من تظهر عليهم علامات مشتركة مع عوارض الفيروس.
ـ الابتعاد عن الأماكن المكتظة وإبقاء مسافة بين الأشخاص لا تقل عن متر واح.
- لدى استعمال وسائل النقل، استعمال معقم لليدين والحد من لمس الأسطح. وتجنّب لمس جوانب السلالم الكهربائية والعادية و«مسكات» الأبواب وأزرار المصاعد.
• في الحمامات العمومية:
- في حال استخدامها، تجنّب اللمس المباشر للمسطحات في هذه الأماكن، وعدم فتح الباب باليد بل بمنديل ورقي أو بالمرفق. وفي حال فتحه باليد، غسل اليدين وإغلاق «الحنفية» بالمرفق أو بمنديل ورقي.
• في المطاعم:
- التنظيف والتعقيم المتكرر لجميع الأسطح في جميع وحدات المطعم والمرافق الصحية (الصالات والمطابخ والمراحيض).
- التأكد من سلامة - العاملين واتباع الإرشادات الوقائية العامة من ناحية المواظبة على غسل اليدين واتباع آداب العطس والسعال.
- إعداد الأطباق ضمن المعايير المطلوبة (طهو اللحوم جيداً، الغسل الجيد لجميع الخضروات والفاكهة).
- تفادي تدخين النرجيلة باعتبارها وسيلة محتملة لنقل العدوى عبر الاستنشاق أو اللمس.
-التشدد في تطبيق إرشادات الوقاية على العاملين في خدمة الـ«فاليه باركينغ»، مع ضرورة غسل أيديهم تكراراً والحد من الاحتكاك المباشر مع الزبائن.
- التشديد على تعقيم اليدين عند إجراء أي معاملة نقدية، لكون النقود وسيلة محتملة لنقل العدوى.
- ضمان التهوئة باستمرار من خلال فتح النوافذ