سعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تهدئة مخاوف الأسواق المتأثرّة بشدّة بفعل فيروس «كورونا»، الذي انعكس سلباً على الاقتصاد الأميركي، وسط ذعر أصاب البورصات العالمية، وفي مقدّمها بورصة «وول ستريت» التي خسرت مؤشراتها الرئيسة، و«داو جونز» و«ناسداك» و«ستاندرد أند بورز 500»، ما يزيد على 3% في خمس جلسات متتالية، على خلفية قلق المستثمرين مِن تبعات «كورونا» المُحتمَل إعلانُه «وباءً عالمياً».هي المرّة الأولى منذ اكتشاف الفيروس، قبل نحو شهرين في ووهان الصينية، التي يخصّص فيها الرئيس الأميركي وقتاً للحديث عن «كورونا». جاء ذلك من باب محاولة التخفيف من حدة الهلع، بعدما دأبت الإدارة الأميركية، في الفترة الماضية، على لعب دور المحرِّض والمتفرِّج. لكنّ تبعات الوباء التي باتت تؤثّر في الاقتصاد الأميركي، وهو ركن ترامب المضمون نحو ولاية ثانية في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، حالت دون مواصلة أداء التنمُّر. فالسجلّ الاقتصادي «المدهش» و«العودة الكبرى لأميركا»، كلُّها «إنجازات» مِن المتوقّع أن تتلاشى في ما لو واصل الوباء رقعة انتشاره. من هنا، كان لا بدّ من تخصيص خطاب لعرض «خطة» ترامب لمكافحة الفيروس. الخطّة غير الواضحة المعالم، تأتي بعدما طلب البيت الأبيض من الكونغرس تخصيص مبلغ 2.5 مليار دولار لمكافحة الوباء الذي سيتسلّم ملفه نائب الرئيس مايك بنس. وبخلاف تصريحات المسؤولين الصحيين في إدارته، سعى الرئيس الجمهوري إلى طمأنة مواطنيه، مؤكّداً أنّه «بفضل كل ما فعلناه، فإنّ الخطر على الشعب الأميركي يبقى متدنّياً جداً»، منتقداً خصومه الذين «استهزأوا» في البداية بالقرارات التي اتّخذتها إدارته لمواجهة الفيروس، ولا سيّما القيود التي فرضتها على المسافرين الصينيين. وإذ لفت إلى أنّ إدارته مستعدّة لتعزيز إجراءاتها الرامية إلى مكافحة الوباء «على نطاق أوسع بكثير» إذا ما استدعى الأمر ذلك، أكّد أن «لدينا بالفعل خططاً» للتعامل مع ذلك: «لدينا مستشفيات في بعض الولايات تُخلي غرفاً وتبني أماكن للحجر الصحّي». وعمّا إذا كانت الولايات المتحدة قد زادت مخزونها مِن معدّات الحماية، مثل الكمّامات والرداءات، أجاب: «لقد طلبنا الكثير منها، في حال احتجنا إليها فحسب».
ترامب: الخطر على الشعب الأميركي يبقى متدنّياً جداً


وفي محاولة منه للتقليل من وقع التصريحات التي أدلى بها كبار المسؤولين الصحيين في الإدارة الأميركية وحذّروا فيها مِن أنّ تفشّي الفيروس في البلاد واقع لا محالة، اعتبر ترامب أنّ هذا الأمر «ليس محتوماً»: «أعتقد أنّ هناك فرصة لأن يتفاقم الوضع، وهناك فرصة لأن يسوء إلى حدّ كبير، لكن لا شيء مؤكداً». تقديرٌ يناقض ما قالته المسؤولة في المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، نانسي ميسونييه، الثلاثاء، إذ اعتبرت أنّ الوباء سينتشر، في نهاية المطاف، في هذا البلد، وأن «السؤال لم يعد حقّاً إذا ما كان سيحدث ذلك، بل متى سيحدث، وكم من الناس في هذا البلد سيكون مرضهم خطراً». كذلك يناقض التحذير الذي أطلقه وزير الصحة الأميركي أليكس عازار، أول مِن أمس، بقوله إنّه إذا كان خطر «كورونا» في الولايات المتحدة تحت السيطرة حالياً، فإنّ هذا الوضع قد لا يستمرّ طويلاً، مشيراً إلى أن «مستوى الخطر يمكن أن يتغيّر بسرعة، وبإمكاننا أن نتوقّع رؤية عدد أكبر من الإصابات في» البلاد.