حضّت منظمة الصحة العالمية دول العالم على الاستعداد لـ«وباء عالمي محتمل»، فيما دفع تسجيل إصابات ووفيات جديدة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا الى جهود أكثر صرامة لتقييد فيروس كورونا الجديد واحتوائه. الحصيلة النهائية حتى هذه اللحظة هي كالتالي: عدد الإصابات الكلي منذ تفشّي الفيروس هو 79,719، شُفي منهم 25,268، فيما لقي 2628 شخصاً حتفهم. العدد الفعلي للإصابات حول العالم، إذا ما استثنينا ما سبق، هو 51,823 شخصاً، 78 في المئة منهم في حالة متوسطة، بينما 22 في المئة في حالةٍ حرجة.
هل علينا أن نهلع؟
يبرز الجدول المرفق نسبة قتل فيروس سارس - كوف - 2 للأشخاص بحسب العمر، فيما يجب التنبّه إلى أنه ليس إحصاءً لأعمار القتلى، بل مدى خطورة الفيروس بحسب الفئات العمرية، والذي أعلنت عنه منظمة السيطرة على الأمراض الصينية «CCDC».


خطورة فيروس كورونا الجديد هي بشكل أساسي على كبار السن ومن لديهم جهاز مناعي ضعيف. وبحسب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأولوية الآن لثلاثة أمور: أولاً، «يجب على جميع البلدان إعطاء الأولوية لحماية العاملين الصحيّين». ثانياً، «يجب إشراك المجتمعات لحماية الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة، بخاصة كبار السن ومن يعانون من ظروف صحية أساسية». ثالثاً، «حماية البلدان الأكثر ضعفاً، عن طريق بذل قصارى جهدنا لاحتواء الأوبئة في البلدان التي لديها القدرة على القيام بذلك».
مايكل راين، المدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، اشار الى أن أصل كلمة وباء يوناني «επιδημία» وهي تعني «جميع الناس»، ويضيف: «الإنفلونزا يمكن أن تكون وباء، لكن ذلك لا يعني أنها قاتلة». بمعنى آخر، إذا ما تمّ تصنيف فيروس كورونا الجديد وباءً عالمياً، فلا يعني ذلك أن خطورته ستزيد، بل إن الفيروس ببساطة قد انتشر في دولٍ عديدة حول العالم.
الى ذلك، قال الاستاذ المساعد في مجال علم الأحياء الدقيقة الخلوية في جامعة ريدنغ البريطانية سايمون كلارك «يبدو أن الفيروس قادر على الانتقال من شخص إلى آخر من دون ظهور أي عوارض، ما يجعل مهمة تعقّبه صعبة للغاية، بغض النظر عمّا تقوم به السلطات الصحية». إذاً، بات يمكن القول، إن فيروس كورونا الجديد، وعلى رغم نسبة خطورته المنخفضة، إلا أن قدرته على الانتشار كبيرة.

التطورات العالمية
من جهة أخرى، سجّلت أفغانستان والبحرين والكويت وأفغانستان والعراق وسلطنة عمان أمس أولى الإصابات بالفيروس لديها. وفي حين يواصل عدد الوفيات في الصين ارتفاعه مع تأكيد 150 وفاة إضافية، ما رفع العدد الرسمي للوفيات إلى نحو 2600، إلا أن عدد الإصابات الجديدة بلغ 409 فقط، مع إعلان بكين أنها باتت في مرحلة احتواء الفيروس، مشيرة إلى تراجع معدّلات الإصابات بفضل إجراءات الإغلاق والحجر الصحي في بؤرة تفشي المرض ومحيطها.
وفي إيران، ارتفع عدد الوفيات جرّاء الفيروس إلى 12، من أصل 61 إصابة بالفيروس، بحسب وزارة الصحة، علماً بأنه عدد الوفيات الأعلى خارج الصين.
وأعلنت السلطات العراقية عن أول إصابة في مدينة النجف لمواطن إيراني دخل الى البلاد قبل قرار منع دخول المواطنين الإيرانيين. وأوضحت دائرة صحة النجف أنه «تم الكشف عن الحالة لدى قيام الفرق الصحية بالتحري عن الزائرين والطلبة في أماكن سكنهم.
وشهدت كوريا الجنوبية ارتفاعاً سريعاً في عدد الإصابات منذ ظهرت مجموعة من الإصابات وسط طائفة دينية في مدينة دايغو الأسبوع الماضي. وتم تسجيل أكثر من مئتي إصابة وحالتي وفاة جديدتين أمس، ما رفع إجمالي عدد الإصابات إلى أكثر من 830، وهو أكبر عدد من الإصابات يتم تسجيله خارج الصين، فيما توفي ثمانية أشخاص بالفيروس.