على مقلب النقابة، «لا صحة لكلام الوزير»، بحسب رئيس اتحاد نقابة المخابز والأفران كاظم إبراهيم. إذ إن «الجمعية العمومية حالت دون تلبيتنا دعوة نعمة الى الاجتماع. قلنا لمن تواصل معنا أن يعيد تحديد موعد آخر ولو بعد منتصف الليل من دون أي جدوى». أصلاً تجربة إبراهيم مع وزير الاقتصاد الجديد غير مشجعة: «رحنا نهنّيه فاستقبلنا كمدير بنك وكأننا جئنا لنستدين أموالاً منه». ستحضر النقابة الى اجتماع الغد في الوزارة، لكنها مصرّة على رفض تأليف لجنة وتحديد آلية. فالحكومة السابقة، وفقاً للنقيب، عقدت جمعية عمومية «ناقشت أوضاعنا؛ وحكمتنا إعدام ونحن قاعدين بالأفران». لا يحتاج الأمر الى ذكاء خارق هنا: «ربطة الخبز التي تزن ألف غرام سعرها 1500 ليرة لبنانية. كان الدولار بألف وخمسمئة ليرة، ارتفع الى 2400 ليرة لبنانية. يريدون تحميلنا وزر هذه التغيرات، وتكبيدنا خسائر مالية كبيرة عبر الإبقاء على السعر القديم». يشير إبراهيم في هذا السياق الى أن تسديد فاتورة الخميرة والنايلون والسكر وغيره «كاش» وبالدولار في ظل شح هذه العملة أصلاً. ويقول إنه كان في السابق يشتري «طناً من السكر أو اثنين، أما اليوم فلا يمكن إلا شراء 300 كلغ، بسبب انقطاع السيولة بالدولار من المصارف. بات الوضع لا يطاق». ما زاد النكبة سوءاً أن «الدولة تخلّت عن دعم القمح المستورد كما جرت العادة، وهو ما كان يؤمن استقراراً لسعر الرغيف. عليها تحمّل مسؤولياتها لا رميها على القطاع بسبب افتقادها الأموال. ما ذنبنا نحن كأفران لنتحمل هذا العبء؟».
نعمة لأصحاب الأفران: لا أخضع للابتزاز وعليكم تقديم أرقام تبرّر رفع الأسعار
لكن وزير الاقتصاد دعاكم الى الانضمام الى اللجنة التي ألّفها لدراسة كلفة الرغيف ورفضتم ذلك بشكل يوحي وكأنكم تطمحون إلى إرساء أمر واقع من دون دراسة؟ يجيب النقيب: «اللجنة مقبرة، وأي دراسة جديدة تحتاج الى شهرين أو ثلاثة، ما معناه مرمغة جديدة فينا. لن نسمح بإضاعة الوقت بعد الآن». وبالمناسبة، يعقّب إبراهيم، «كل هذه الضجة كرمال 150 ليرة ووقيّة». برأيه، الأفران مستهدفة إذ يريدون افتعال ثورة من أجل 150 ليرة، بينما كل الأسعار ارتفعت بشكل جنوني من كيلو لحم الغنم الذي كان بـ 27 ألفاً وأصبح بـ 38 ألفاً، الى غيره من المواد الغذائية: «تاركين كل شي وعم يتطلّعوا بالـ 150 ليرة»! علماً بأن وزير الاقتصاد السابق منصور بطيش كان قد رفض طلب الأفران رفع السعر، متسلحاً بدراسة أجريت بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية، تبيّن فيها أن الكلفة الصافية لربطة الخبز هي 740 ليرة. وإذا ما افترضنا وجود أكلاف إضافية، يبقى ربح أصحاب الأفران ما بين 10 إلى 12% في ربطة الخبز.
يعتقد أصحاب الأفران أن دراسة بطيش لم تعد صالحة لتطبيقها على الوضع الحالي. ويوم أمس، بدأ التداول على مواقع التواصل الاجتماعي برسالة تهدّد بتكسير الأفران التي ستتجاوب مع الدعوة إلى الإضراب في الضاحية الجنوبية لبيروت، على اعتبار أن أصحابها يشاركون في تجويع المواطنين. تزامن ذلك مع التهافت على شراء كل أنواع الخبز خوفاً من انقطاعه، وهو أمر يتكرر مع كل قرار بالإضراب.
ومساء، أعلنت قناة «أن بي أن» أنه «تجاوبا مع مساعي دولة الرئيس نبيه بري» يعود أصحاب الافران اليوم عن قرارهم بالاضراب.