مدير مديرية الهيئة الصحية في المنطقة الثانية هشام حسن أوضح لـ«الأخبار» أن من أبرز دوافع إطلاق الحملة «توفر المواد المخدرة في بيئتنا بأسعار زهيدة وأشكال مختلفة مثل الحبوب والنراجيل والسوائل. وآخر موضة علكة تحتوي على مادة مخدرة تلصق في سقف الحلق ويمتصها المدمن. والأخطر هو تطور المواد ودمجها بعضها ببعض، ما ينتج حالات مستعصية». أما أكثر وسائل الترويج انتشاراً في القرى، وفق حسن، فهي «كافيهات ودليفري النراجيل التي يستخدمها البعض للإيقاع بمدمنين جدد، ولا سيما من الأعمار الصغيرة، وأيضاً من النساء والفتيات».
في السنوات الثلاث الماضية، عملت الحملة على أكثر من صعيد: محاضرات توعوية ومسرح تفاعلي فردي (المونولوغ) وحملات إعلانية إرشادية في الشوارع وزيارات منزلية استهدفت حوالى 7 آلاف شخص. يبدي حسن رضاه على التفاعل الذي تلقاه الحملة من مختلف الثقافات والطبقات والذهنيات، بعدما توغلت في «بيئة كانت تتكتّم على حالات الإدمان وتعتبرها وصمة عار وتنبذ الضحايا». إذ يزداد عدد من يفصحون عن أن قريباً لهم وقع في شرك المخدرات بعدما كان معظمهم يحاولون التعاطي مع الأمر بشكل سري. على سبيل المثال، «كان والد أحد المدمنين (وعمره 15 عاماً) يعطيه المال لحثه على ترك المخدرات قبل أن يدرك بأنه كان يشجعه على التعاطي أكثر!». كما «بدأنا نلمس التغير في النظرة للمدمن كضحية ومريض وليس كمجرم».
كافيهات ودليفري النراجيل أكثر وسائل الترويج انتشاراً في القرى
أجندة المرحلة الرابعة من الحملة لعام 2020، تشمل معرض محاكاة يجول في الجامعات والمدارس. والأبرز فيها استهداف الأعمار الصغرى، بدءاً من سن العاشرة في إطار تنمية مهارات الأطفال الحياتية وتحصين شخصياتهم لوقايتهم من الضعف امام المواد المخدرة. إلى جانب تشكيل فريق إرشاد مجتمعي لمتابعة الحالات التي خضعت للعلاج وعادت إلى بيئتها، لمنعها من الوقوع مجدداً في شرك المخدرات. ومن مهمات المرحلة الرابعة، تشكيل «لجنة مؤشرات رصد الإدمان وتدريب المتطوعين والمتطوعات على مهارة رصد الحالة لتطويقها قبل تفاقمها. وسيكون أول من سيخضع لذلك التدريب، الأساتذة والمرشدون التربويون في المدارس». وفي هذا الإطار، تطمح الهيئة الى مزيد من التعاون مع المنطقة التربوية في النبطية للتنسيق مع الأساتذة والمرشدين في المدارس كافة.