جرت اليوم الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المُكلّف تأليف الحكومة الجديدة. 69 صوتاً حصل عليها الوزير السابق حسّان دياب، في مقابل 13 صوتاً للسفير السابق نوّاف سلام. أما عدد الـ«لا تسمية»، فقد بلغ 42 صوتاً. النتيجة كانت واضحة منذ ليل الأربعاء، حين أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري «انسحابه» من الترشح إلى رئاسة الحكومة الجديدة. شكّل دياب «خياراً بديلاً» لفريق 8 آذار و«التيار»، في مواجهة من اعتبرته هذه القوى «مُرشح السفيرة الأميركية في بيروت»، أي سلام. أراد «8 آذار» والتيار الوطني الحرّ إحباط «المُخطط الأميركي» الذي قضى بمحاولة فرض «رئيس حكومة مواجهة»، وإيصال رسالة سياسية إلى من يعنيه الأمر، بأنّ «مفتاح الحلّ» ليس بيد المحور الأميركي، وأدواته المحلية. لم يختر فريق الأكثرية النيابية شخصية «استفزازية» أو تنتمي إليه، بل لجأ، وبالتشاور مع سعد الحريري، إلى تسمية بروفسور جامعي ليس لديه «عداوات سياسية». تقول مصادر في «8 آذار» إنّ المعرفة بدياب «تعود إلى أيام ما كان وزيراً للتربية، ولم تكن التجربة معه سيئة»، في حين أنّ «خلفية سلام التاريخية، منذ أيام مفاوضات الناقورة التي أدّت إلى إقرار اتفاق 17 أيار، مروراً بتسميته سفيراً من خارج الملاك من قبل فؤاد السنيورة والدور الذي لعبه في الأمم المتحدة، وصولاً إلى تحويله إلى مرشح المعركة الأميركية في المرحلة المقبلة، تُثير الشكوك حوله». عند العاشرة والنصف صباحاً، بدأ النهار الاستشاري بلقاء بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري. «الله يوفّق الجميع»، قال الأخير وهو يُغادر القصر الجمهوري. اللافت أنّ رئيس تيار المستقبل لم يعد مُرافقاً كتلته النيابية إلى الاستشارات، مثله مثل رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي.
جبران باسيل: لسنا مع حكومة سياسيين


في ما يلي مواقف الكتل النيابية والنواب المستقلين بعد لقائهم رئيس الجمهورية:
نجيب ميقاتي: وضعنا ككتلة الوسط المستقل معايير لاختيار رئيس الحكومة الذي سيقوم بالمهمة الصعبة، ولم نجد أحداً من بين الأشخاص المطروحين يمتلك هذه المواصفات، مع احترامي لهما. اعتذرنا عن تسمية أحد لرئاسة الحكومة.
تمام سلام: في ظل ما ورد بالأمس من إخراج مدبّر أو معلّب، فلا معنى للتسمية في هذه الاجواء، وبالتالي لم أُسمِّ أحداً.
إيلي الفرزلي: كنت أسعى لأن يكون الحريري هو المرشح، ولكن بما أنّه شاء أن لا يكون، سمّيت حسّان دياب.
تيار المستقبل: مطلبنا كان حكومة اختصاصيين، أما ولم يتحقق مطلبنا فلم نُسمِّ أحداً؟

من «الأميركية» إلى رئاسة الحكومة

من هو حسّان دياب؟ «لستُ حزبياً ولستُ سياسياً، بل من الوزراء التكنوقراط». هكذا عرّف دياب عن نفسه، في مقابلة مع «الأخبار»، بعد تعيينه وزيراً للتربية في حكومة نجيب ميقاتي عام 2011. يومها، أوصلته صداقته بميقاتي، ومعرفته به من خلال مجلس أمناء الجامعة الأميركية، إلى المنصب. ابن الستين عاماً، غادر إلى بريطانيا في عام 1976 ليُتابع دراسته في هندسة الاتصالات. حاز بكالوريوس رتبة شرف من جامعة ليدز البريطانية. وعام 1985، نال الدكتوراه في هندسة الكمبيوتر، ليعود إلى لبنان. بدأ سيرته المهنية في الجامعة الأميركية في بيروت، أستاذاً مُساعداً في قسم الهندسة الكهربائية والكمبيوتر. لم يعمل في مكان آخر. في «الأميركية»، تطور أكاديمياً من أستاذ مشارك إلى نيل رتبة بروفيسور، عام 1997، وكان أصغر أستاذ في الجامعة يحظى بهذه الرتبة. عام 2006، عُيّن نائب رئيس «الأميركية» للبرامج الخارجية والإقليمية. فور بروز اسمه لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، بدأت حملة على وسائل التواصل الاجتماعي ضدّه، مفادها أنّه بعد انتهاء ولايته الوزارية، خرج حاملاً كتابين من الصور والتغطيات الصحافية لنشاطاته، دُفع ثمنهما من الأموال العامة.


كتلة الوفاء للمقاومة: سمّينا الدكتور حسان دياب لترؤس الحكومة، نأمل في حال سمّته الاكثرية أن يوفّق في المهمة التي يتطلع إليها كلّ اللبنانيين. ونمدّ يد التعاون بشكل كامل من أجل مصلحة البلد
كتلة التكتل الوطني: كنا مع تسمية الحريري أو من يُسمّيه للاعتبارات الوطنية التي نعرفها. اليوم، بعد انسحاب الحريري، لدينا كتكتل وطني اقتناع مُترسّخ بأنّ البلد في هذا الظرف العصيب لا يُمكن أن يستمر من دون حكومة. تداولنا في ما بيننا، وارتأينا اختيار شخصية نظيفة الكف وتاريخها مُشرّف، تكنوقراطية، ودكتور في الجامعة الأميركية: حسّان دياب.
كتلة الوسط: عدم تسمية رئيس حكومة لا يعني الامتناع عن التعاون، الظرف دقيق وبحاجة إلى أوسع مشاركة وتعاون.
كتلة اللقاء الديمقراطي: سمّينا نواف سلام، ونتمنى تأليف حكومة في أسرع وقت ممكن، فالشعب يموت من الجوع على الطريق. أياً يكن من يتكلّف ندعو له بالتوفيق.
كتلة الحزب القومي: نريد التأكيد أمام الرأي العام أنّنا من رُعاة تعزيز السلم الأهلي والوحدة والوطنية في لبنان، مُطالبين الكلّ بتخفيض منسوب المواقف المُتشنّجة في البلد. لُبنان يجب أن يُحفظ ويُصان. سمّينا حسّان دياب ونأمل أن يوفّق في تشكيلته.
كتلة حزب الكتائب: نُحذّر من العودة إلى منطق الاصطفاف السياسي. يجب أن نتطلع إلى الأمام ونُحافظ على وحدة الشعب اللبناني. الشخصية التي نُسمّيها ممكن أن تُقدم ذلك إلى البنانيين، وسُمّيت من قبل مجموعات من الشارع، هو السفير نواف سلام. نتمنى من الكتل التي ستلحق بنا أن تكسر المتوقع وتُقدّم للشعب انتصاراً جديداً، المطلوب شخصية حيادية وتنتشلنا من الواقع وتكون كفوءة.
اللقاء التشاوري: أبلغنا الرئيس عون أننا نُسمّي حسان دياب لتأليف حكومة إنقاذ وطني.
تكتل الجمهورية القوية: موقفنا لم يتغيّر بعدم تسمية أحد.
فؤاد مخزومي: لم أُسمّ أحداً
جميل السيد: سمّيت حسّان دياب لأنّه من خارج حلبة رؤساء الحكومات، تكنوقراط، يُشبه المواصفات التي يطلبها الناس، لا تتمترس خلفه قوى سياسية، ولن يُشكّل حكومة مواجهة. ولكن التسمية شيء والثقة شيء آخر.
أسامة سعد: في هذه المرحلة اختلف أطراف السلطة في ما بينهم، رغم أنّ السياسات المعتمدة من قبلهم مستمرة. يتكلمون بورقة إصلاحية، وخصخصة، ومزيد من الديون، ومقررات «سيدر»، وصندوق النقد الدولي. أي كلّ ما أدّى إلى إفقار الشعب اللبناني. ما هي السياسات الجديدة؟ لم نرَ شيئاً، لا من قوى السلطة ولا المرشحين. لذلك لم أُسمِّ أحداً من المطروحين لرئاسة الحكومة.
بولا يعقوبيان: المرشحان (دياب وسلام) هم مُرشحَا محاور، والبلد لا يحمل. نريد حكومة مستقلين من اختصاصيين. لذلك سمّيت الدكتورة حليمة قعقور.
شامل روكز: لا تسمية. لا أعرف حسان دياب ولم يتواصل معي
نهاد المشنوق، أُرشّح نواف سلام لتكليف الحكومة.
نعمة افرام: لم أسمِّ أحداً. نحن بحاجة إلى حكومة بسرعة لنرضي الشعب، والمجتمع الدولي الذي نحتاج إلى دعمه، وثقة المغترب اللبناني.
كتلة لبنان القوي: سمّينا حسّان دياب لأنّه مستقل سياسياً، صاحب اختصاص وكفاءة، تجربته في الشأن العام أظهرت أنه نظيف الكف وآدمي، وظهر بالتشاور أنّه لا ممانعة على الاسم. أما عملية مشاركتنا في الحكومة فثانوية. لسنا مع حكومة سياسيين، ولكن نحن مستعدّون لتولّي المسؤولية المطلوبة منا.
كتلة ضمانة الجبل: سمّينا حسّان دياب
كتلة نواب الأرمن: سمّينا حسان دياب، هي فرصة لشخصيات حتى تقدر أن تعمل.
ميشال معوّض: كنت أول من سمّى نواف سلام، لأنّ لديه مواصفات، ويجمع بين ثقة الناس والقوى السياسية ومصالحة لبنان مع المجتمع الدولي. اعتباره مُرشح الولايات المتحدة ظلم ليس فقط لشخص نواف سلام ومن يُمثّل، ولكن لطرحنا أيضاً، بينما تسمية حسّان دياب ستزيد الشرذمة.