لم يدخل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في كلمته في «يوم الشهيد» أمس، في تطورات الحكومة وتفاصيل التشكيل «لأن المفاوضات لا تزال مستمرة». ولفت الى أنه رغم وجود «اختلافات» في الشارع حول عدد من العناوين، إلا أن هناك إجماعاً «عابراً للطوائف والمناطق» على مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة، مشدداً على أن «مقاومة الفساد تتطلب قضاءً نزيهاً وقانوناً يعتمد عليه القضاء. والحديث عن ثورة في البلد مرهون بالقضاء ومجلس القضاء الأعلى»، وعليهما «رفع الحصانة عن أي مسؤول متورط»، و«أنا بصفتي أميناً عاماً أتوجه الى القضاء إذا كان هناك ملف له علاقة بأي مسؤول بحزب الله ابدأوا به»، مؤكداً أن «الفاسد كالعميل لا طائفة له ولا دين».وحمّل السيد نصر الله الولايات المتحدة مسؤولية «منع لبنان من الخروج من أزمته»، مؤكداً أن «لدينا بدائل وآفاق»، منها «الشركات الصينية الحاضرة للقدوم والاستثمار، لكن العلاقة التجارية مع الصين خط أحمر بالنسبة إلى الإدارة الأميركية». وسأل: «لماذا يجب أن نخضع للأميركي في مسألة يمكن أن تنفع بلدنا»، وخاصة أن «الشركات الصينية جاهزة للعمل، كذلك الشركات الإيرانية، وأيضاً يمكن استدراج عروض لشركات روسية». كما سأل «لماذا لا يُشارك لبنان في إعادة إعمار سوريا» وهو ما «سينهض باقتصادنا لعشرات السنوات المقبلة». وشدّد على أن «العقوبات على القطاع المصرفي هدفها إحداث فتنة، وهي لا تضر المقاومة بل تعطّل عجلة الاقتصاد في البلد». ورأى أن «الاستمرار في سياسة الاقتراض ستزيد الأزمة، ويجب العمل لتنشيط القطاعين الزراعي والصناعي وفتح أسواق جديدة أمام لبنان، كالسوق العراقي، لأنه قادر على استيعاب الإنتاج الزراعي والصناعي اللبناني». ولفت إلى أن «أحد أسباب الغضب على رئيس الحكومة العراقية هو إصراره على فتح معبر البوكمال وعقد اتفاقات مع الصين». وشدّد على «أننا عندما نطالب بحكومة سيادية فهذا يعني أن تتخِذ القرارات بعيداً عن الضغوط الأميركية» المسؤولة «أيضاً عن إعاقة ملف النفط». وأضاف: «بومبيو لا يرى في لبنان إلا النفوذ الإيراني. هل النفوذ الإيراني في القطاع المصرفي؟ أم في الجيش؟ في قوى الأمن الداخلي؟ في النفط والتلزيمات؟ النفوذ الإيراني بالنسبة الى الأميركي يعني المقاومة»، مؤكداً أن «كل ما يريده الأميركي هو التخلص من المقاومة».
الحديث عن ثورة في البلد مرهون بالقضاء ومجلس القضاء الأعلى


إقليمياً، لفت نصر الله الى أن «على دول المنطقة أن لا تبني حساباتها على أساس حرب على إيران، ولذلك نشهد تبدلات في لغة دول المنطقة، وخاصة بعض دول الخليج». وأكد قدرة إيران على «التغلب على الصعوبات»، وأن «استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع إيران فشلت، واحتمالات الحرب انتهت»، مشيراً إلى أن «اكتشاف إيران آباراً جديدة من النفط سيزيد التأزم لدى ترامب، ومحور المقاومة خرج قوياً مقتدراً».
في الملف اليمني، دعا الى التوقف عند «الموقف الشجاع» للسيد عبد الملك الحوثي الذي هدّد بالرد على أي اعتداء إسرائيلي «بأقصى الضربات». وأهمية هذا الموقف أنه «يصدر عن قائد لجبهة تقاتل منذ خمس سنوات قوى العدوان المدعومة أميركياً وبريطانيا وغربياً، وهذه الجبهة باتت تمتلك أسلحة متطورة جداً وشجاعة استخدامها، وقد استخدمتها بالفعل من منطلق حق الدفاع عن النفس».
نصر الله كرّر أن «المقاومة اليوم في أوج قوتها وحضورها وفعاليتها وأهميتها كجزء من محور المقاومة في المنطقة، وهي تشارك من موقع متقدم في صنع مستقبل المنطقة ولبنان وفلسطين».