على رغم تطميناته المتكررة بأن الليرة بخير وأن الدولار متوافر في السوق، يلجأ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة نفسه الى تحويل كل مبلغ يتقاضاه بالليرة الى الدولار. فوفق معلومات متداولة بين مصرفيين، عمد سلامة منذ أيام الى شراء 36 ألف دولار من أحد البنوك التجارية بسعر 1515 ليرة للدولار الواحد. وتبين أن هذا المبلغ هو «مخصّصات سفر» تقاضاها قبل مغادرته الى واشنطن للمشاركة في اجتماعات الخريف السنوية المشتركة بين صندوق النقد والبنك الدوليين.هذا التصرّف أثار الاستهجان، إذ كان بإمكان سلامة أن يحتفظ بالمبلغ بالليرة وأن لا يكون مستعجلاً لتحويله الى الدولار، وأن يطبّق على نفسه ما يدعو الآخرين الى تطبيقه وهو شراء الدولارات من الصرافين بالسعر الأعلى من السعر الثابت، غير أنه تصرّف كصاحب امتياز.
المعروف أن حاكم مصرف لبنان يتقاضى 4 ملايين و545 ألف ليرة (ما يعادل 3 آلاف دولار) عن كل يوم سفر (إضافة الى ثمن بطاقة السفر)، وهو سيغيب لمدة 12 يوماً، أي أنه تقاضى نحو 54 مليوناً و540 ألف ليرة (ما يعادل 36 ألف دولار) لقاء مشاركته في هذه الاجتماعات.
ويشارك في الاجتماعات المذكورة رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود، وعضوا اللجنة: منير اليان وسمير العازار. ويتقاضى كل منهم ما يعادل 1500 دولار عن كل يوم سفر، أي أن كلاً منهم تقاضى ما يعادل 18 ألف دولار، وما مجموعه 54 ألف دولار للأعضاء الثلاثة. وإذا أضيف ذلك الى ما تقاضاه سلامة، يكون مجموع مخصصات السفر المدفوعة من المال العام لأربعة أعضاء فقط من الوفد اللبناني الى الاجتماعات المذكورة نحو 90 ألف دولار، أو 136 مليوناً و350 ألف ليرة، وهو ما يساوي 200 مرّة الحد الأدنى الشهري للأجور.