يصرّ تيار المستقبل، وتحديداً أمينه العام أحمد الحريري، على الفتك بحلفائه السابقين في المنية. فبعد إبعاد النائب السابق كاظم الخير والتخلي عنه في الانتخابات النيابية الأخيرة، ها هو اليوم يعود لأداء الدور نفسه مع «الأعضاء التسعة» في المجلس البلدي الذين قدموا استقالتهم بأمر مباشر من الحريري، وأدى ذلك الى فرط عقدة بلدية المنية.هي المرة الأولى التي تحلّ فيها بلدية المنية. كانت تلك نتيجة متوقعة بعد الخلاف العاصف والاتهامات المتبادلة بين الأعضاء المحسوبين على تيار المستقبل. أصل الخلاف يعود الى الاتفاق الذي عقد بين أعضاء اللائحة عقب انتخابات 2016، والذي نص على تقاسم رئاسة البلدية 3 سنوات، بين كل من ظافر زريقة وعماد مطر. إلا أن التغيرات التي طرأت في الانتخابات النيابية وأدت الى إقصاء كاظم الخير عن لائحة المستقبل، أنتجت تمزيقاً للحلف، وانقساماً حاداً داخل البلدية بين من هو مؤيد للنائب الخير ومن بقي يؤيد المستقبل.
الانقسام بين الأعضاء ترجم بتمكّن الخير، الى جانب الرئيس ظافر زريقة والأعضاء المحسوبين عليه (عشرة أعضاء)، من منع عماد مطر من الوصول الى رئاسة البلدية، ما عدّه الأعضاء المحسوبون على تيار المستقبل (تسعة أعضاء) تراجعاً عن الاتفاق الذي كان يقضي بتولي مطر الفترة الثانية من رئاسة البلدية، وهو ما لم يحصل. وبناءً على ذلك، استقال تسعة أعضاء، من بينهم مطر، وبدفع من تيار المستقبل.
يرى مطر الذي كان يشغل منصب رئيس اتحاد بلديات المنية أن من حقه العودة الى رئاسة بلدية المنية، التي تستعدّ لخوض غمار الانتخابات الفرعية يوم 27 تشرين الأول الجاري، لسببين: الأول، الاتفاق السابق الذي صيغ في انتخابات 2016؛ والسبب الثاني أنه كان وفياً في الوقوف الى جانب تيار المستقبل، وأنقذه الى جانب الأعضاء التسعة من هزيمة ألحقها به حليفه السابق كاظم الخير. لكن ما يجري اليوم في أروقة التيار الأزرق يوحي بأن المستقبل لن يرد الوفاء بالوفاء. وبحسب معلومات حصلت عليها «الأخبار»، يتجه التيار إلى استبعاد كل الأعضاء التسعة المستقيلين، وعلى رأسهم مطر ونائب الرئيس علي محيش، عن لائحته.
خطوة المستقبل رآها العديد من أبناء المنية ضرباً من الجنون، نظراً الى الحيثية الشعبية الواسعة التي يتمتع بها محيش، في منطقة النبي يوشع (التي تتمثّل في المجلس بـ 5 أعضاء، بينهم نائب الرئيس، من أصل 21 عضواً في بلدية المنية)، وهو شغل منصب نائب الرئيس لمدة 21 سنة، ويعدّ القوة الأكثر تجييراً للأصوات في المنية. وبالتالي فإن إقصاءه ومطر خطوة سترتدّ سلباً على التيار الأزرق، وستعزز أوضاع منافسه الأول كاظم الخير.
رفض مطر طلب النائب علم الدين الانسحاب لمصلحة «المستقبل»


بالإضافة الى ذلك، علمت «الأخبار» أن اجتماعاً حصل مساء الثلاثاء، في قصر القنطاري في بيروت ضم، الى جانب أحمد الحريري ونائب المنية عثمان علم الدين، عدداً من المحسوبين على تيار المستقبل، فيما جرى إقصاء محيش ومطر عن الاجتماع. وأضافت مصادر مستقبلية إنه خلال الاجتماع جرى طرح الأمور المتعلقة بالانتخابات البلدية ومن سيترأس لائحة المستقبل. وبعد الأخذ والرد وطرح الأسماء، طلب جزء من الحاضرين التريث في اتخاذ القرار والوقوف على خاطر عماد مطر والأعضاء التسعة المستقيلين.
وتابعت المصادر أن اجتماعاً جرى أمس بين عماد مطر وعثمان علم الدين، طلب خلاله الأخير من مطر أن ينسحب خدمة لتيار المستقبل، إلا أن مطر رفض الانسحاب لمصلحة أحد، معتبراً أن من حقه الطبيعي أن يكمل الفترة المتبقية من الولاية البلدية.