تحدثت وسائل إعلام عدّة عن تفاصيل عودة العميل عامر الفاخوري الى لبنان. وسواء أكانت جهة سياسية معيّنة دبرت تلك العودة، تنفيذًا لوعود أعلنت عنها منذ قرابة الشهرين من بلدة القليعة الجنوبيّة، أو سواءً سُحبت البرقية 303، أو إن الجرم عن الخونة سقط بمرور الزمن، أو أن لائحة التبييّض التي شملت 50 اسمًا، وصدرت بتاريخ 10 نيسان 2017، قد طفق قطارها السريع بالسير على سكّة التّرهات، فإن عامر الفاخوري، الذي أمعن في ممارسة أشنع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بحق المقاومين الأسرى، بدءًا برمي القنابل الدخانية داخل سجون الأبطال، مرورًا بالتعذيب الهستيري على الصندوق الحديدي والكرسي الكهربائي، انتهاءً بسكب الماء الساخن على الأجساد والتعذيب على العامود الشهير، واقتلاع العيون، ومنع المرضى من المقاومين الاسرى من تناول أدويتهم وقتل العشرات منهم في معتقل بلدةٍ اسمها الخيام بلدة المقاوم الشيد الدكتور شكرالله كرم، تبقى محاكمة الفاخوري من مسؤولية المقاومين، لأنّ هؤلاء الأبطال وبما أنّهم خرجوا منتصرين من الحرب اللبنانية، بتمكنهم من سحق مشاريع التقسيم والفدرلة والكنتنة، وطرد الجيش الصهيوني من بيروت الوطنية العربية والجبل وصيدا والنبطية بين العامين 1982 و1985 وباسقاطهم لاتفاقية السابع عشر من أيار 1983، بحراب وبنادق انتفاضة السادس من شباط 1984 المجيدة، وتعبيدهم الطريق أمام عملية توحيد الجيش الوطني اللبناني على قاعدة العداء لاسرائيل فقط وعلى أسس وطنيّة لا طائفيّة وتحريرهم الأرض بأكملها عام 2000، يكونون بمفردهم المالكين للحقّ الحصري في انزال أشد أنواع العقوبات بالعملاء الذين نهلوا من ينابيع العمالة حتى الثمالة المزمنة بالخيانة والإرهاب أمام قوس عدالتهم. نعم إن من دفعوا آلاف الشهداء في الحرب اللبنانية وسطّروا كل تلك الملاحم البطولية، وبما أنهم حاضرًا القادرون من دون منازع على اقرار المادة 95 من الدستور والغاء الطائفية السياسية بعد الإنتصار في معركة تشكيل هيئتها العليا، وتحرير لقمة عيش الفائزين في وظائف الفئتين الثالثة والرابعة، من سجون وأقبية التعصّب الديني والطائفي، لتعود وتدخل الى شاطئ أمانها الكائن في أفواه الفقراء والكادحين وأمعائهم الخاوية، ليعود الاعتبار لدستورنا، ومنع عقارب الساعة من العودة الى الوراء وإعادة بسطات الفقراء وعربات خضارهم الى أرصفة الشوارع في كافة المدن اللبنانيّة، كي لا يكون الفقير غريبًا في وطنه، وكي لا يكون هنالك منتحرٌ كل 48 ساعة في وطن جبران خليل جبران، فهم الذين يستحقون بمفردهم محاكمة الفاخوري وزمر الفاخوري. من هنا لا يسعني الا أنّ أردد مع الشاعر أسعد سعيد، ابن الصرفند المقاومة، مطلع قصيدة نظّمها للرفيقة سهى بشارة يقول:من يوم أسرك يا سهى بشارة
عالإسم ما في أمّ محتارة
صارت اللي بتجيب بنت تسميها سهى
واللي بتجيب صبي تسميه بشارة