1. طفح الكيل أيها الأخوة. نحن في حالة تعطيل عن التدريس منذ نهاية الأسبوع الثالث من نيسان. وحتى مطلع الأسبوع الحالي في 17/ 6، يكون قد انقضى عشرة أسابيع ونحن متوقفون عن التدريس. منذ ثلاثة أسابيع على الأقل، ونحن ننتظر نهار الإثنين واجتماع الهيئة العامة أو هيئة المندوبين للتصويت لفض الإضراب. وفوجئنا الإثنين الماضي بتصويت هيئة المندوبين على استمراره. كما توقعنا أن تعلن الهيئة التنفيذية وقف الإضراب في نهاية اليوم التضامني مع الجامعة نهار الجمعة في الأسبوع الذي سبق. بل توقعنا أن ينفضّ الإضراب بعد إقرار الموازنة في جلسة 27/5/2019. وقد اتخذت الهيئة التنفيذية قراراً بوقف الإضراب بدءاً من نهار الخميس في 20/6.2. لقد تراجعت الدولة عن المس بالرواتب وتحميل الأكثر فقراً - ونحن لسنا منهم - أعباء برنامج التقشّف، بعد تحرّك المتقاعدين العسكريين. ونحن استفدنا من تحرّكهم، علماً أننا لسنا أصحاب هذا الإنجاز. ويمكن اعتبار عدم المس بالرواتب إنجازاً بحد ذاته. ولقد طال الخفض تقديمات الصندوق وجرى تأجيل تفريغ أساتذة للجامعة أكثر من 3 سنوات، إلخ.
ومن قال إن هذه المواجهة هي الأخيرة التي يخوضها أساتذة الجامعة لصون موقع هذه الأخيرة كمؤسسة وطنية متميّزة للتعليم العالي. ومن قال إنه لا يمكن العودة إلى الإضراب في توقيت أفضل.
3. نحن لدينا فصل دراسي لم ننجز سوى نصفه. ويتبقّى علينا إنجاز النصف الثاني منه وإجراء الامتحانات. إذا أوقفنا الإضراب الآن يمكن تحقيق ذلك في الفترة المتبقية حتى آخر تموز.
وإنجاز الفصل الدراسي أصبح أولوية لا تعلوها أولوية أخرى. ونحن نستمد من ضميرنا المهني والتزامنا بواجباتنا كرامة وقوة. لدينا طلاب يجب أن نبقى قادرين على رفع نظرنا في وجوههم حين نلتقيهم بعد هذا التعطيل القسري الذي فرضناه عليهم. ونحن معنيّون بسمعة الجامعة التي ستتضرّر إذا وجد الطلاب أن تحصيلهم سيكون على كف عفريت كلما بدأ الأساتذة إضراباً يعرفون متى يبدأ ولا يعرفون متى ينتهي.
ولا تستطيع الرابطة كما لا يستطيع الأساتذة أن يفترضوا أن الإضراب هو الوسيلة الوحيدة التي يملكون للتصدي للمحاولات الدائبة لتفريغ الجامعة من طاقاتها وجعلها صنواً لدكاكين التعليم العالي المتكاثرة. وينبغي عليهم كنخبة متميّزة أن يستخدموا علمهم للتصدي بالعلم للحجج التي تسوّغ التقشف ولاقتراح بدائل. نحن مؤتمنون على الجامعة أكثر مما السياسيون مؤتمنون عليها. وأخلاقنا تفرض علينا وقف الإضراب الآن لإتمام السنة الدراسية.
* أستاذ في كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية