تناست البلدية أن عمان هي مدينة عربية اتخذت إجراءات مماثلة في حزيران 2018
قبل فترة، وفي إطار استئناف حملتها ضد البلاستيك، أصدرت البلدية قراراً جديداً يُلزم «جميع الملاهي والمقاهي والمطاعم والسناكات» باستبدال الأكواب البلاستيكية بأخرى مصنوعة من زجاج أو كرتون، واستبدال القشّة البلاستيكية (الشليمون) بأخرى مصنوعة من كرتون. ورغم أهمية الخطوة في هذه المدينة البحرية في الحد من تداعيات التلوث البلاستيكي الذي يهدد الأنظمة البيئية البحرية خصوصاً، إلا أن «الإنجاز»، كالعادة، سرعان ما تمّت «أسطرته»، على طريقة شجرة جبيل الميلادية الشهيرة. تلك الشجرة التي صنّفت أكثر من مرة «الثانية والثالثة عالمياً» قبل أن نكتشف أن الأمر كان مزحة طريفة. وبدلاً من إعلان جبيل مدينة تتجه إلى وقف استهلاك البلاستيك، تمهيداً لوقف إنتاجه في مرحلة لاحقة، صوّر الأمر على أنه «إنجاز» تفرّدت به المدينة وحدها، لتصبح «الأولى عربياً التي تأخذ إجراءات جدية للحد من البلاستيك». وهو عنوان تناقلته تقارير تلفزيونية عدة، من دون أن تشير إلى الجهة التي وسمت جبيل بالتصنيف الجديد في دائرة «أوهام» التفوق إياها. ليست التلفزيونات وحدها، فجمعية «غرينبيس عربي» انجرفت بدورها في لعبة التصنيفات، وأشادت بإنجاز المدينة، مهنئةً في تغريدة على «تويتر»، «أول بلدية بالعالم العربي بتاخد إجراءات جدية للحد من البلاستيك»!
بلدية جبيل نفسها «تلقّفت» التصنيف الهلامي وصدّقته، وتناست تماماً أن عمان، مثلاً، هي مدينة عربية أيضاً سبق أن اتخذت إجراءات مماثلة في حزيران 2018 في إطار خطة بيئية متكاملة تهدف إلى فرض حظر شامل على البلاستيك الأحادي الاستخدام، فيما تونس بأسرها تتجه إلى فرض حظر نهائي على أكياس التسوق البلاستيكية، بيعاً وتصنيعاً واستيراداً، نهاية العام الجاري. في معرض توضيحها، لم تنكر المسؤولة الإعلامية في البلدية عدم صوابية اعتماد التصنيف الذي تبين أنه لا يستند إلى معايير تقييم دقيقة. «الميديا صنّفتنا»، تقول يونس، لتستمد بذلك شرعية. للأمانة، شجرة الميلاد، في حينها، حازت أيضاً تنويه الناشطين على «فايسبوك». لكن البلاستيك ليس مسألة فانتازية، رغم أن خطوة البلدية - بمعزل عن «التصنيف» - تبقى خطوة تستحق المتابعة والدعم.