نشرت «الأخبار» (8 حزيران 2019) تحقيقاً حول مشروع منظمة الأغذية والزراعة المسمى«رائدات الريف» جانب الموضوعيّة والدقة في مقاربة الأرقام وحيثيات المشروع، وتبياناً لمنافع المشروع للتنمية الزراعية والقطاع التعاوني يهمنا أن نوضح الآتي:إن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الـ«فاو») توصلت مع وزارة الزراعة إلى صياغة هذا المشروع بشكل يتوافق مع الأطر الموضوعة من قبل الحكومة الكندية الممولة للمشروع من جهة، واعتبارات الواقع اللبناني واحتياجات القطاع الزراعي والتعاوني من جهة أخرى، مما يعود بالمنفعة على التنمية المستدامة، وتمكين الجمعيات التعاونية الزراعية النسائية، وتعزيز قدرات وزارة الزراعة خصوصاً المديرية العامة للتعاونيات.
وارتكزت صياغة المشروع على سنوات من الخبرة لدى الـ«فاو» في القطاع الزراعي ومشاريع دعم التعاونيات الزراعية بالتنسيق مع وزارة الزراعة، وعلى درايتها بأسباب إخفاق عدد من المشاريع التعاونية السابقة في تحقيق النتائج المرجوة والاستدامة لكونها ارتكزت أساساً على الدعم المالي أو العيني، في حين أُهملت دراسات الجدوى الاقتصادية والتدريب وبناء القدرات والتشبيك وتطبيق مبادئ التعاون والقوانين.
وقد ادّعت المقالة، خطأً، بأن دعم المشروع للتعاونيات لا يتعدى 24 في المئة من ميزانيته. وفي الحقيقة، فإن هذه النسبة تعود فقط لقيمة المنح المالية التي ستحصل عليها التعاونيات، وهي تشكل واحداً من أوجه الدعم الذي ستحصل عليه التعاونيات. إذ أنها ستنال دعماً مهماً مكملاً للمنح المالية يتمثل بالتدريب على النواحي الإدارية والتسويقية والفنية المتعلقة بالإحتياجات الخاصة بكل تعاونية. وتكون حزمة التدريب الشامل ضرورية لتتمكن التعاونيات من تنفيذ خطط عملها بنجاح. بناء على ذلك، شكّل التدريب الركيزة الأساس في المشروع واستحوذت موازنته على الحيّز الأكبر من الموازنة. وهنا من الجدير ذكره أن السنوات الثلاث هي مدة المشروع وليس مدة التدريب.
أما في ما خص الرواتب، فإنها بمعظمها رواتب الخبراء والمدربين الذين سيعملون في إيصال المعارف العامة من مبادئ التعاون، إلى دور المرأة والتسويق والتواصل وإدارة الأعمال الزراعية وكيفية بناء رؤية مشتركة وتقييم السوق ووضع خطة عمل وغيرها من المواضيع الأساسية في إنشاء أي مشروع، إضافة إلى التدريبات التقنية المتخصصة في كافة المجالات ذات العلاقة بالقطاع الزراعي، من إنتاج نباتي وحيواني وتصنيع زراعي وغذائي وصيد الأسماك وتربية الأحياء المائية والغابات وغيرها من أفكار لمشاريع جديدة تتبنّاها التعاونيات في كافة المناطق، مع ما يتطلبه ذلك من تنظيم وحسن إدارة نظراً للتعقيدات اللوجيستية. أما كلفة السفر والتنقلات فلا تزيد على واحد ي المئة من الموازنة رغم أن المشؤوع يغطي كافة المناطق اللبنانية ويتابعه خبراء من مكتب الـ«فاو» الإقليمي والمركز الرئيسي.
وتعبر «الفاو» عن استغرابها لكون كاتب المقال لم يبذل أي مجهود للإتصال بالمنظمة أو بالمديرية العامة للتعاونيات، الجهتين الرئيسيتين المعنيتين بهذا المشروع، للحصول على المعلومات الصحيحة.
منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في لبنان