قدّم مدير كلية الحقوق في زحلة انطونيوس أبو كسم، أول من أمس، استقالته احتجاجا على «تدخلات حزبية في ورفضا للممارسات الميليشياوية»، وفق ما ورد في نص كتاب الاستقالة المرسل إلى رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب. وأشار الى أنه تعرّض لـ«تهديد واضح من مسؤول حزبي بحجة انني أقفلت المصلّى داخل الحرم»، لافتًا إلى اصراره على «عدم تكريس التقاليد والأعراف المخالفة للقانون والمُناقضة لمفهوم العيش المُشترك».وكان أبو كسم أصدر في 13 الجاري مُذكرة إدارية يمنع فيها ممارسة الشعائر الدينية داخل حرم الكلية أو تخصيص غُرف لهذا الغرض. فيما أوضح الأستاذ في الكلية غسان ملحم، في اتصال مع «الأخبار»، أن ما يُعرف بـ«المُصلّى» هو عبارة عن غرف مخصصة للتصوير يستخدمها طلاب للصلاة، «والأمر يجري كذلك منذ اكثر من عشر سنوات، والمدراء الذين تعاقبوا على الكلية من مشارب مختلفة أبقوا عليه احتراما لحرية المعتقد»، واصفا الاستقالة بـ«المُفاجئة».
رئيس الجامعة، من جهته، أكّد لـ «الأخبار» أنّه لم يتسلّم كتاب الإستقالة، لافتا الى أنه شكّل لجنة للتحقيق في مضمونه. ورفض «أي مس بالمدير أيا تكن الأسباب».
أوساط قريبة من حزب الله في الجامعة نفت أن يكون أي من المُحازبين قد تعرّض للمدير، ودعت ابو كسم الى «تسمية من تواصل معه ليُبنى على الشيء مُقتضاه». واستغربت الاستقالة بسبب مصلّى، لافتةً الى ان ابو كسم اشار في كتابه الى ضغوطات مورست عليه منذ توليه الادارة بسبب «الظروف الاستثنائية التي أتى فيها خلافا للقانون والتي تستدعي البحث عن مكمن الخلل».
وعُيّن أبو كسم في شباط الماضي خلفا للدكتور أكرم ياغي المقرّب من حزب الله بعد تدخلات سياسية ومذهبية نسفت نتائج انتخابات مجلس الفرع. المصادر نفسها أكدت أن «هذه الصفحة طُويت، وتم الاتفاق مع ابو كسم على خطة عمل للنهوض بالكلية»، مبدية استغرابها للاستقالة.
مصادر متابعة أكّدت أن هناك «قطبة مخفية»، مُلمّحة الى امكانية ان تكون لدى أبو كسم «رغبة بتولي إدارة فرع كلية الحقوق - القسم الفرنسي المُقبل على انتخابات بعد أشهر قليلة. وهو كان أسرّ لمقربين منذ فترة أن إدارة فرع في الكلية ليست أقصى طموحاته».