لكن، على ما يبدو، فإن نيّة «Beasts» «هجمت» نحو مكانٍ آخر. في المبدأ، قامت الجمعية بهذا الأمر على أكمل وجه، إذ بدأت التحضيرات لافتتاح القرية قبل أيامٍ من شهر رمضان، فجهّزت الملعب بما يلزم من معدات، وأضاءته بطريقة صديقة للبيئة من خلال نظام الألواح الشمسية، وأعدت المسرح المخصّص لـ«ميشو» (المقدم ميشال قزي) لتقديم برنامج رمضاني لتلفزيون «المستقبل» (راجع الصفحة الأخيرة)، وأنهت ترتيباتها بتركيب الأكشاك «التي ستعدّ فيها أصناف الطعام والحلويات الرمضانية المتنوعة».
يلزم القانون الجمعية بإعلام البلدية ودفع رسوم إشغال أملاك عامة
كان كل شيء سيسير على ما يرام لو أن الجمعية (التي «لا تبغي الربح» وفق ما يرد على موقعها الإلكتروني) لم تستغل هذه المناسبة، أيضاً، لتحقيق الأرباح عبر «تأجير» الأملاك العامة لحسابها. فقد جهزت الجمعية حوالى خمسين كشكاً بمقاسات مختلفة لتأجيرها للراغبين بعرض منتجاتهم بأسعار تراوح بين 800 و1500 دولار للكشك، حسب المواصفات المطلوبة، فيما تؤجر مساحات (space) لمن يرغب في وضع معداته أو عرض «ستاندات» مقابل 600 دولار! علماً أن القانون، في مثل هذه الحال ينصّ على ضرورة أن تُعلم الجمعية البلدية بما تنوي فعله وأن تدفع لقاء ذلك «رسوم إشغال أملاك عامة»، وهو ما لم يحدث وفق مصادر داخل البلدية. وفي الوقت نفسه، نفى محافظ بيروت زياد شبيب، في اتصال مع «الأخبار»، أن يكون قد أعطى أيّ إذن بتأجير الأملاك العامة، مشيراً إلى أنه «إذا صحّ الأمر فسنعمل على اتخاذ الإجراء المناسب فوراً»، من دون توضيح طبيعة هذا الإجراء بعدما افتُتحت القرية، وبدأ بعض العارضين أعمالهم في الكيوسكات.