من أمام مقر الإسكوا، سيحيي ممثلون لنحو ثلاثين حزباً يسارياً أوروبياً يوم الأرض. سيصرخ هؤلاء، اليوم، إلى جانب رفاق لهم في الأحزاب اليسارية العربية، ضد احتلال فلسطين، متضامنين مع الشعب الفلسطيني.في خطابها في افتتاح المؤتمر المتوسطي الرابع لأحزاب اليسار، ذهبت نائبة رئيس حزب اليسار الأوروبي (يضم 36 حزباً من كل الدول الأوروبية) ماتي مولا، أبعد من فكرة إحياء يوم الأرض. أدانت سلب السلطات الإسرائيلية للأراضي العربية وأعلنت أن إسرائيل هي مشروع أميركي، فيما الشعب الفلسطيني يعاني من استعمار بلده وموت أبنائه.
المؤتمر الذي يُعقد على مدى ثلاثة أيام، حلّ للمرة الأولى في بلد عربي. قبل لبنان، انعقدت النسخة الأولى في إيطاليا، وبعدها في تركيا ثم اليونان. لا يقولها هؤلاء، لكنهم يرغبون في أن ينعقد المؤتمر دورياً بين بلدان الشمال والجنوب.
في الافتتاح، كانت كلمات لكل من مولا والأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب وجوليا فيدمان من حزب اليسار الألماني، إضافة إلى ماهر الطاهر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ويوسف تونا من حزب الحرية والتضامن التركي. فكان تأكيد على ضرورة تجميع الطاقة وتوحيد الجهود اليسارية من أجل مواصلة النضال لإسقاط صفقة القرن ودعم الشعوب الرازحة تحت الاحتلال من فلسطين وسوريا ولبنان والعراق إلى اليمن والسودان.. كما قال غريب.
يأمل المشاركون وضع خريطة طريق للأشهر المقبلة، «لأنه يجب ألا ننسى أننا نواجه أزمة ضخمة على مستوى العالم لأن عدويّنا، الرأسمالية والإمبريالية، قويان جداً». لذلك، يعتبر هؤلاء أن وحدة اليسار لمحاربتهما يجب أن تكون واحداً من الأهداف من أجل عالم أفضل يسوده السلام والأمن ويحترم حقوق الإنسان.
في الجلسة الأولى، كان التركيز على دور الإسلام السياسي في مستقبل الشرق الأوسط، وميّز المشاركون بين حركات التحرر الإسلامية والحركات التي ساهمت في إشعال الحروب في المنطقة، كداعش والإخوان المسلمين، تنفيذاً لأجندات استعمارية.
فيما ذهبت الجلسة الثانية إلى حق الشعوب في تقرير مصيرها، فطرحت ممثلة البوليساريو نجاة حمدي قضية الصحراء الغربية مع «الاحتلال المغربي». كما تطرقت أركان بدر من الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين إلى أولوية المقاومة على ما عداها من حلول ومفاوضات لم تؤت ثمارها في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. كذلك حضرت القضية الكردية. كما طُرحت أفكار ترفض ربط حق تقرير المصير بالانفصال دائماً.