إذاً، كلام «اليونيفيل» واضح جداً، في الرد الذي يعد استثنائياً، وإن جاء بصورة غير مباشرة. في العادة، وطوال السنوات الماضية، كانت القوة الدولية تتلقى الاتهامات، بل «الإهانات» أيضاً، من دون رد منها أو تفسيرات، وذلك تماشياً مع سياسة الامتناع عن المساجلة مع إسرائيل، خصوصاً حيال المهمة والتفويض والمطالبات بوجوب المبادرة إلى المواجهة المباشرة مع المقاومة والعمل على تقييد نشاطها في لبنان.
ردّ الناطق باسم «اليونيفيل» على الاتهامات الإسرائيلية بأن لبنان التزم بالكامل القرار 1701
الرد التوضيحي الأخير غير قابل للتأويل، بأن التفويض لا يتضمن المهمة التي تريد إسرائيل إيكالها للقوة. ومع ذلك، كان بإمكان «المفسرين» تطويع القرار 1701، في حال كانت الظروف الميدانية والسياسية مغايرة لما هي عليه الآن، ليس للتماشي مع المطالبة الإسرائيلية وحسب، بل أيضاً ليزيد عليها في اتجاه تفسير يتطابق مع الفصل السابع، وبالتالي الفرض بالقوة المسلحة والمباشرة لكل ما ترغب به إسرائيل. في المقابل، لا إرادة ولا رغبة ولا إمكانية فعلية لدفع الأثمان لدى معظم الدول، إن لم يكن جميعها، المشاركة في عديد القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، في حال قررت المواجهة بناء على التفسير الموسع والفضفاض للقرار 1701 (أي بما يرضي الرغبات الإسرائيلية). كلام المسؤول الأممي نقل الكرة إلى خارج ساحة القوة الدولية، وكذلك خارج التفسيرات المتباينة للقرار المختلف على تأويله، وذلك بالانزياح إلى حد ما باتجاه التفسير اللبناني، عل ذلك يؤدي إلى إخراجه من السجالات والاتهامات الإسرائيلية الدورية.
باختصار، القوة الدولية تقول لإسرائيل، عملياً، إن «دور الضحية» والاستكانة ومطالبة الآخرين بفعل ما هي عاجزة عن فعله، يستدعي صدور قرار تفويض آخر عن مجلس الأمن، على أن يكون مصحوباً بقبول مسبق لدى الدول المشاركة في تنفيذه... وإلا فإن الاتهامات، إلى جانب المطالبات غير المستندة إلى وقائع، لا تجدي نفعاً.