الهجوم على رجل الأعمال علاء الخواجة كان الشرارة التي أشعلت الخلاف المستعر بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب التوحيد وئام وهّاب. اسم رجل الأعمال الأردني ـــ اللبناني تكرر مراراً على لسان وهاب في الأشهر الأخيرة. بدأ اسماً عبر تغريدة كتبها وهاب، ثم انتقل ليتداوله بكثافة في مقابلاته مع وسائل الإعلام. في الحلقة الأولى للزميل مارسيل غانم على قناة mtv، والتي حلّ الحريري فيها ضيف الافتتاح، قال الأخير إنّ وهاب (من دون أن يُسمّيه) يهاجم الخواجة لابتزازه مالياً. ردُّ وهاب جاء سريعاً في حلقة مع الزميلة نانسي السبع على قناة الجديد. هاجم رئيس حزب التوحيد الحريري بعنف، متّهماً إياه بأنّه موظفٌ لدى الخواجة. اشتدّ الكباش بين الرجلين قبل أن يخبو مجدداً. في ذكرى يوم الشهيد في الحادي عشر من تشرين الثاني المنصرم، خرج الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب عالي النبرة، معلناً تمسّكه بتوزير سُنّة ٨ آذار. عقب الخطاب، انطلق أنصار تيار المستقبل مستهزئين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، زاعمين أنّ السيرة الذاتية لأيّ من سُنّة ٨ آذار لا تؤهلهم للتوزير. هنا خرج وهّاب مجدداً في الثاني عشر من تشرين الثاني ليرد، وتحديداً بعد زيارته لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، قائلاً: «لقد تمت مناقشة السيرة الذاتية للحريري، وتبين لنا أنه غير صالح لرئاسة الحكومة؛ أفلس شركات والده وسيفلس الدولة».
مواجهة جديدة بين وهّاب والحريري في مراسم إحياء ذكرى الاستقلال. انسحب الحريري من تقبّل التهاني في القصر الجمهوري رافضاً مصافحة السفير السوري علي عبد الكريم علي. يومها ردّ وهاب في تغريدة عبر حسابه الخاص على «تويتر»: «احترم نفسك وموقعك واخرج من أكاذيبك، فلولا الأسد ونصرالله لا تستطيع أن تكون رئيس حكومة... يكفيك غشاً».
المواجهة القمّة كانت قبل ستة أيام عبر برنامج «نهاركم سعيد» على «أل بي سي آي». صعّد وهّاب، ردّاً على سؤال: ما هي إنجازات النائب فيصل كرامي، قائلاً : «ما هي إنجازات رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري؟ ما هي إنجازات هذا الكاراكوز؟ لو لم يكن ابن رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري من يشغله ناطور بناية عنده؟ لو لم يكن ابن رفيق الحريري لكان إذا أرسل سيرته الذاتية الى شركة معينة ما كانت قد تقبل به». هذه المقابلة استنفرت الشارع. قُطِعت الطرقات وكيلت الشتائم لوهّاب. عمد مناصرو الحريري إلى تعليق صور مهينة لوهّاب، عندها خرج الأخير في فيديو جرى تسريبه ضمن جلسة خاصة وجّه فيه إهانات لرئيس الحكومة المكلف من دون أن يسميه، قبل أن يُسارع إلى الاعتذار من الإساءة لأنها «جاءت في لحظة غضب». تحرّك عدد من محامي تيار المستقبل وتقدّموا بشكوى ضد وهّاب على خلفية الفيديو المُسرّب. وفي المقابل، تقدّم وهّاب بشكوى ضد الحريري ومناصريه. قبِل النائب العام التمييزي سمير حمود إخبار الحريري وردّ شكوى وهّاب لكون المدّعى عليه يتمتع بحصانة. كان ذلك يوم الخميس الفائت. ويوم السبت، وقعت حفلة الجنون. مصفّحات عسكرية تقل عشرات العناصر المدججين بالسلاح من فرع المعلومات دخلت إلى الجاهلية لتبدأ «فتنة الجاهلية».