بعد احتلال الجولان عام 1967، برز دور للخطيب في دعم المقاومة الفلسطينية، ما دفع العدو الإسرائيلي إلى التسلل إلى البلدة وتفجير منزله ودكانه. أعاد الخطيب إعمار البيت والدكان قبل أن تقصفه طائرات العدو مجدداً. ثم أعاد إعمار البيت للمرة الثالثة، لكنه لم يطل إقامته. مضايقات البعض بسبب سوريته وملاحقة العدو بسبب فلسطينيته، دفعاه للعودة مع أسرته للاستقرار في دمشق حيث توفي وزوجته ودفنا قبل سنوات. في كفرشوبا بقيت إسعاف وشقيقاتها بعد زواجهن من شبان من البلدة واكتسبن الجنسية اللبنانية بالزواج. أما الأولاد الذكور فتابعوا دراستهم الجامعية في دمشق واستقروا فيها. أحدهم انضم إلى الجيش كمهندس طيران وآخر صار أستاذاً جامعياً. أما محمد فشغل منصب سكرتير وزارة الداخلية. فيما إياد نجل محمد، تخصص في هندسة الاتصالات وشغل منصب مدير فرع اتصالات دمشق ثم عين العام الحالي مديراً عاماً للشركة السورية للاتصالات، قبل أن يعين وزيراً للاتصالات والتقانة في التعديل الوزاري الأخير مطلع الأسبوع الجاري.
لم تتوحّد البلدة على الاحتفال بتوزير ابنها لتبدل الأحوال بين اللبنانيين والسوريين
هجّر الاحتلال الإسرائيلي عمة الوزير إسعاف وزوجها رياض خليفة إلى دمشق حيث سكنت 12 عاماً قبل أن يعيدهما تحرير الجنوب إلى كفرشوبا. ابنتهما تزوجت من أحد أبناء القنيطرة حيث تقيم حالياً. «أشعر أنها ما زالت تقيم في كفرشوبا»، يقول خليفة مشيراً إلى الالتصاق الجغرافي والاجتماعي بين كفرشوبا والجولان. الحدود المصطنعة فصلت العرقوب عن وادي العسل والجليل الأعلى وبانياس والجولان وجبات الزيت وجبات الخشب وبيت جن وقطنة. قبل احتلال العام 1967، كان المعبر الشرعي بين سفحي جبل الشيخ هو معبر القنيطرة بين الجولان والجنوب الذي يمر في بانياس – المجيدية – باب إثنية حيث كان الأمن العام اللبناني يتمركز عند جسر عين عرب. عبر المعبر، سارت مئات قوافل القمح من الجولان إلى العرقوب وحاصبيا ومرجعيون في زمن المجاعة خلال الحرب العالمية الأولى.
تأسف إسعاف لتبدل الأحوال أخيراً بين اللبنانيين والسوريين. «لم يسمع أحد من أولادي كلمة سوري أو لبناني طوال فترة إقامتنا في دمشق». تلك الأحوال المتبدلة، سرقت فرحتها بابن شقيقها إياد الذي تمنت لو يحتفل العرقوب بمنصبه الجديد. تهمس قائلة: «البعض يُستفز في حال تكرر أمامهم ذكر النظام السوري مرتين، فيما نحن في بلد السلم نعاني من الحرمان والعزلة وانقطاع الكهرباء والماء والاتصالات!».