بفضل معمل الذوق الحراري وبواخر إنتاج الطاقة وزحمة السير... حلّت مدينة جونية (كسروان) في المرتبة الخامسة عربياً والـ25 عالمياً، بين المدن الملوّثة بغاز ثاني أوكسيد النيتروجين (NO2). وأوضحت منظّمة «غرنبيس» الدوليّة في تقرير لها أمس أن معدلات هذا الغاز الملوّث للهواء تفوق في لبنان مرّتين ونصف مرة المعايير التي تضعها منظّمة الصحّة العالميّة.
(مروان طحطح)

اعتمدت المنظّمة في تقريرها على تحليل بيانات جديدة وخرائط جويّة أصدرها القمر الصناعي «سينتينل 5ب»، التابع لوكالة الفضاء الأوروربية، والقادر على تحديد مصادر الانبعاثات المؤثرة في جودة الهواء. وبالكشف على البؤر الساخنة التي تحتوي على أبرز المصادر المحتملة للانبعاثات الملوّثة بثاني أوكسيد النيتروجين، حلّت ثماني مدن عربية بين الأكثر تلوّثاً في العالم (بالترتيب: دبي، الرياض، الأحمدي ـــ الكويت، بغداد، جونية، القاهرة، الدوحة وأربيل)، من أصل قائمة ضمّت 50 مدينة. وأوضحت البيانات المنشورة حول جونية أن معدلات ثاني أوكسيد النيتروجين تنخفض بنحو 28 في المئة في المدينة في عطل نهاية الأسبوع.
ولفت تقرير المنظّمة إلى أن ثاني أوكسيد النيتروجين ينبعث نتيجة حرق الوقود الأحفوري مثل الزيت والديزل، كما أن قطاع النقل ومعامل إنتاج الكهرباء والصناعة من المصادر الرئيسية لانبعاث هذا الغاز في الشرق الأوسط. ونبّهت من أنّ التعرض الحاد لهذا الغاز يؤّدي الى أمراض تنفسيّة وأضرار في الرئتين، كما يزيد التعرّض الطويل الأمد له من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وارتفاع معدلات الوفيات. ودعت «غرينبيس المتوسّط»، بدورها، الدول العربيّة إلى الحد من استخدام الوقود الأحفوري، وزيادة استخدام الطاقة المتجدّدة وخفض عدد السيارات التقليدية ذات الاحتراق الداخلي لصالح وسائل النقل على الطاقة الكهربائية.