خلاصتان متناقضتان خرج بهما الوفد اللبناني إلى نيويورك، بشأن موقف الدول الغربية من عودة النازحين السوريين. الخلاصة الأولى عبّر عنها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في دردشة مع الصحافيين، أثناء عودته من الولايات المتحدة، حيث أكّد أن القوى الكبرى لا تزال تربط عودة النازحين إلى سوريا بالحل السياسي فيها. وهذا الربط هو ما دفع بعون إلى التذكير بالقضية الفلسطينية التي تأخر حلها 70 عاماً، كما النزاع القبرصي المستمر منذ 44 عاماً.أما الخلاصة الأخرى، فيمكن استنتاجها من كلام المسؤولين الذين التقاهم وزير الخارجية جبران باسيل، الذين أظهروا ما يمكن وصفه بـ«بداية فك الارتباط» بين العودة من جهة، والحل السياسي وإعادة الإعمار من جهة أخرى. فقد كشفت معلومات خاصة لـ«الأخبار»، من نيويورك، محتوى لقاء عقده هناك باسيل مع مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد، الذي أبلغ إلى باسيل «مقاربة متطورة» لملّف عودة النازحين السوريين. وتبعاً للمعلومات نفسها، فإنّ الموقف الأميركي الجديد يُمثّل قاعدة ارتكاز بدء مسار جديد من العلاقة مع واشنطن، كما مع المفوضية العليا للاجئين في موضوع عودة النازحين.
وفي خلاصة الموقف الأميركي الآتي:
1 - إدراك واشنطن التام أنّ وجود النازحين السوريين في لبنان مسألة مثيرة للاضطراب؛
2 - القبول بأي عودة للنازحين إلى بلادهم بصورة طوعية آمنة متوافقة مع ضمانات ذات صدقية بأن يعيشوا حياتهم بعيداً من الأذى والانتقام والمشاكل عموماً، ولا ربط لعودة كهذه بأي أمر آخر وتحديداً الحل السياسي؛
3 - التأكيد أن على المفوضية العليا لشؤون اللاجئين القيام بالدور المسهل للعودة لا عرقلتها؛
4 - لا ربط بين العودة الطوعية والتدريجية الآمنة للنازحين وبين إعادة إعمار سوريا التي تحتاج إلى مصادقة دولية، على أنّ مسار الاتفاق بين الحكومة والمعارضة في سوريا «لا رجوع عنه».
وكان باسيل التقى ساترفيلد بعد ظهر الخميس، واجتمع أيضاً بالسفير جيمس جفري، مبعوث الإدارة الأميركية للشؤون السورية، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني.